تحطيم الاسعار في الاسواق اللبنانية بيروت - رياض شومان يومان فقط يفصلاننا عن عيد الفطرالسعيد ، ولكن المواطنين حائرون يتساءلون مرددين ما قاله المتنبي يوما في أحد ابياته "عيد باية حال عدت يا عيد"؟ فالاسواق التجارية في بيروت و في لبنان عموماً وإنْ لبست ثوب العيد، إلا أنّ روّادها لم يكونوا على قدر أهل العزم، والاسباب عديدة وشائكة، ولعل ابرزها تردي الاوضاع الداخلية والاهتزازات الامنية، وليس آخرها الرسائل الصاروخية المتنقلة والموجهة الى اكثر من طرف، جعلت القطاع التجاري والسياحي في حالة موت سريري . فالتجار استبقوا العيد باعلان حالة طوارئ، تنزيلات على التنزيلات الى ان وصلت التخفيضات الى 70%، لتشجيع اللبنانيين على شراء حاجيات العيد، ولوقف الخسائر الاقتصادية التي تضرب عمق القطاع التجاري. الا ان ذلك لم يحرك الاسواق بسبب النقص في السيولة المخصصة للملابس و الحلويات و الهدايا. و في خطوة لرصد الحركة قبيل عيد الفطر، لم يكن من المتوقع رؤية «حركة بلا بركة»، فالمواطنون يقضون الاوقات في تأمّل الواجهات بدلا من الدخول والشراء، وربما يعود ذلك الى الخوف لدى الطبقة الفقيرة من ان لبنان مقدم على ازمة كبيرة لن يستطيعوا معها الاستمرار. التجار بدورهم أصرّوا على عدم الاستسلام وفتح محالهم التجارية حتى ساعات الصباح الاولى علّهم يتمكّنون من كسر الجمود والفراغ الذي قضى على الموسم السياحي فمن شارع فردان الى الحمراء، مرورا بمار الياس، ووصولا الى الاسواق الشعبية كبربور وعفيف الطيبة وغيرها انتشار للعروضات والحسومات على المجال التجارية في ظل غياب للمشترين. حركة البيع والشراء تكاد تنعدم، وغياب شبه تام للسياح واصحاب المحال التجارية اعلنوا عن بدء موسم الحسومات على الحسومات الموجودة ايضا علّهم يستطيعون كسر حالة الجمود، فوضعت التنزيلات والحسومات التي وصلت في بعض المحال الى 70% عازين السبب في ذلك الى تشجيع المواطنين والمغتربين من جهة وإلى جذب السياح من جهة اخرى. بالنسبة الى شارع الحمراء الرئيسي حيث توجد ابرز المحال التجارية والمقاهي التي يزورها العديد من الروّاد الاجانب والعرب، فلا يزال يفتقر الى تلك الاعداد التي كانت تأتي كل عام، حيث يُجمِع اصحاب المحال في الحمراء على ان الاوضاع وصلت الى درجة لا يمكن السكوت عنها، وأنّه ينبغي على التجار النزول الى الشارع والمطالبة بالتهدئة خاصة أن شهر رمضان الكريم شارف على الانتهاء، مجمعين على ان الاحداث الاخيرة التي شهدها البلد خلال الايام الماضية قضت على اي امل بتصريف الانتاج. واعتبر التجار ان الاجواء السياسية والانقسام الحاصل قضيا على الموسم السياحي، وقضيا بذلك على فرصة التسوق، الامر من شأنه ان يؤدي الى افلاس اصحاب المحال التجارية وافلاس القطاع التجاري برمته