الأسواق تنتعش بعد انفراجة في المحادثات التجارية بين الصين وواشنطن  عقب الاتفاق  على خفض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً
عملة البيتكوين الرقمية

توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق لخفض التعريفات الجمركية المتبادلة مؤقتاً، في الوقت الذي تسعى فيه أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم إلى إنهاء حرب تجارية مدمرة أثارت مخاوف من الركود، وأثارت التوتر في الأسواق المالية. وانتعش الدولار والبتكوين، وقفزت أسعار النفط والمعادن بعد الإعلان عن الاتفاق، فيما تراجع الين الياباني وأسعار الذهب التي تعتبر عادة ملاذات آمنة للتحوط من تقلبات الأسواق.
ارتفع مؤشر قوة الدولار بنسبة 0.5%، بينما هبط الين الياباني، الملاذ الآمن التقليدي، مع تعزز شهية المخاطرة عبر مختلف فئات الأصول عقب التقدم في المحادثات.
وتراجعت السندات الحكومية، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات للارتفاع ست نقاط أساس إلى 4.43%، وهو أعلى مستوى له في نحو شهر.
بدورها ارتفعت أسعار النفط والمعادن والسلع الزراعية، في حين انخفض سعر الذهب.

وزاد سعر خام برنت بما يصل إلى 3.7% في لندن على حين صعد النحاس في لندن بنسبة 1.4%. وانخفضت العقود المستقبلية للذهب مع انحسار الطلب. وقفزت أيضاً أسعار فول الصويا وخام الحديد.
وواصلت عملة بتكوين المشفرة مكاسبها القياسية لتتجاوز حاجز 105 آلاف دولار، مدعومةً بانتعاش شهية المخاطرة في الأسواق بعد الإعلان عن الاتفاق بين بكين وواشنطن.
وبحسب بيانات التداول، قفزت بتكوين بنسبة تتجاوز 1.4% خلال الساعات الماضية إلى 105.33 ألف دولار، مواصلة الصعود الذي بدأ مع تخطيها مستوى 100 ألف دولار قبل أيام، كما قفزت إيثريوم (ثاني أكبر عملة مشفرة في العالم بنسبة 4.1% إلى 2589.3 دولار.
وعزز التحسن في العلاقات التجارية بين البلدين المعنويات الإيجابية عبر الأسواق العالمية، إذ سجلت الأسهم الأميركية مكاسب قوية، فيما انتعشت الأصول عالية المخاطر وعلى رأسها العملات المشفرة، حيث يعتبر المستثمرون أن انفراج التوترات التجارية يدعم السيولة ويقلل المخاطر الجيوسياسية.
وستخفض الصين الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى 10% بعدما كانت رفعتها إلى 125% عند بدء الدولتين في فرض قيود انتقامية متبادلة. وسيستمر التخفيض لمدة 90 يوماً، بينما ستخفض الولايات رسومها الجمركية إلى 30% من 145%.
وفي إفادة صحافية عقب المحادثات، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن كلا الجانبين لا يرغبان في فك الارتباط بين اقتصاديهما.

وكانت أعلنت الولايات المتحدة والصين، الاثنين، عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المضادة في إطار سعيهما لإنهاء حرب تجارية أربكت الاقتصاد العالمي، وأثارت قلق الأسواق المالية، بالإضافة إلى منْح أكبر اقتصادين في العالم مهلة إضافية قدرها 3 أشهر لحل خلافاتهما.
ووفقاً لبيان مشترك صدر في جنيف وتصريحات مسؤولين خلال مؤتمر صحافي، سيتم خفض الرسوم الجمركية الأميركية المفروضة على معظم الواردات الصينية من إجمالي 145% إلى 30%، بما في ذلك النسبة المرتبطة بالفنتانيل، وذلك بحلول 14 مايو.
في المقابل، ستقوم الصين بخفض رسومها الجمركية على السلع الأميركية من 125% إلى 10%.
وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسينت: "أجرينا مناقشة قوية ومثمرة بشأن الخطوات المستقبلية المتعلقة بالفنتانيل"، مضيفاً: "نحن متفقون على أن أياً من الطرفين لا يرغب في فك الارتباط".
كما ذكر البيان أن "الطرفين سيقومان بإنشاء آلية لمواصلة المناقشات بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية".
وتابع بالقول: "نود أن تنفتح الصين على المزيد من السلع الأميركية. نرى إمكانية إبرام اتفاقيات شراء مع الصين".
يُمثّل هذا الإعلان خطوة نحو تخفيف حدة الحرب الجمركية التي أدّت إلى تراجع فوري في حركة التجارة عبر المحيط الهادئ.
وكانت الدولتان قد أعلنتا في وقت سابق عن تحقيق "تقدم كبير" في مفاوضاتهما، وهو ما عزز الأسواق، وساعد الأسهم الصينية على تعويض خسائرها منذ إعلان الرئيس دونالد ترمب في الثاني من أبريل عن فرض رسوم جمركية، والذي أطلق عليه اسم "يوم التحرير".
وقال ممثل التجارة الأميركي، جيميسون جرير، إن الولايات المتحدة تسعى لتحقيق تجارة أكثر توازناً مع الصين.

وجاء في نص البيان الذي نشره البيت الأبيض "إدراكاً لأهمية العلاقة الاقتصادية والتجارية الثنائية بينهما لكلا البلدين وللاقتصاد العالمي، وإيماناً بأهمية بناء علاقة اقتصادية وتجارية مستدامة وطويلة الأجل ومفيدة للطرفين، وتأكيداً على ما دار بينهما من مناقشات مؤخراً، واقتناعاً بإمكانية أن تسهم مواصلة الحوار في معالجة شواغل كل طرف في علاقتهما الاقتصادية والتجارية، والمضي قدماً بروح الانفتاح المتبادل، والتواصل المستمر، والتعاون، والاحترام المتبادل، يلتزم الطرفان باتخاذ الإجراءات التالية بحلول 14 مايو 2025".

Shima Ess, [5/12/2025 3:04 PM]
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستقوم بـ"تعديل تطبيق النسبة الإضافية من الرسوم الجمركية على بضائع منشأها الصين (بما في ذلك بضائع المناطق الإدارية الخاصة لهونج كونج وماكاو)، والمحددة في الأمر التنفيذي رقم 14257 الصادر في 2 أبريل 2025، وذلك عبر تعليق 24 نقطة مئوية من تلك النسبة لمدة أولية قدرها 90 يوماً، مع الإبقاء على نسبة 10% المتبقية من الرسوم الإضافية على تلك البضائع وفقاً لأحكام الأمر ذاته".
ونوَّه بأن واشنطن ستقوم بـ"إلغاء النسب المعدلة من الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة على تلك البضائع بموجب الأمر التنفيذي رقم 14259 الصادر في 8 أبريل 2025، والأمر التنفيذي رقم 14266 الصادر في 9 أبريل 2025".
في المقابل، ستقوم الصين بـ"تعديل تطبيق النسبة الإضافية من الرسوم الجمركية على بضائع منشأها الولايات المتحدة، والمحددة في إعلان لجنة الرسوم الجمركية التابعة لمجلس الدولة رقم 4 لسنة 2025، وذلك عبر تعليق 24 نقطة مئوية من تلك النسبة لمدة أولية قدرها 90 يوماً، مع الإبقاء على النسبة الإضافية المتبقية البالغة 10% على تلك البضائع، وإلغاء النسب المعدلة من الرسوم الجمركية الإضافية المفروضة بموجب إعلان اللجنة رقم 5 لسنة 2025 وإعلان اللجنة رقم 6 لسنة 2025".
وبحسب البيان، ستقوم الصين كذلك بـ"اتخاذ جميع التدابير الإدارية اللازمة لتعليق أو إلغاء التدابير غير الجمركية المضادة التي اتُّخذت ضد الولايات المتحدة منذ 2 أبريل 2025".
وتابع البيان: "وبعد تنفيذ الإجراءات المذكورة أعلاه، سيتفق الطرفان على إنشاء آلية لمواصلة المناقشات حول العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما. وسيمثل الجانب الصيني في هذه المناقشات نائب رئيس مجلس الدولة، خه لي فنج، بينما سيمثل الجانب الأميركي كل من وزير الخزانة، سكوت بيسنت، والممثل التجاري للولايات المتحدة، جيميسون جرير".
وأردف بالقول: "ويمكن عقد هذه المناقشات بالتناوب في الصين والولايات المتحدة، أو في دولة ثالثة بموافقة الطرفين. وعند الضرورة، يجوز للطرفين إجراء مشاورات على مستوى فرق العمل بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية ذات الصلة".

وكان البيت الأبيض قد وصف الاتفاق في بيان أولي صدر، الأحد، بأنه "اتفاق تجاري"، لكن لا يزال من غير الواضح ما هو الهدف المقبول لدى كلا الطرفين، أو كم من الوقت سيستغرق الوصول إليه.
وكانت الصين قد طالبت في وقت سابق بأن تقوم الولايات المتحدة بإزالة جميع الرسوم الجمركية التي فرضتها هذا العام، وهو مطلب لا يتوافق مع الهدف الأميركي المتمثل في تقليص أو إنهاء العجز التجاري.
وفي حين رحبت الأسواق بالتقارير الأخيرة التي تشير إلى إحراز تقدم، إلا أن التاريخ يشير إلى أن الوصول إلى اتفاق مفصّل قد يستغرق وقتاً طويلاً، إن كان ممكناً أصلاً.
ففي عام 2018، اتفق الطرفان أيضاً على "تجميد" النزاع بعد جولة من المفاوضات، لكن الولايات المتحدة تراجعت سريعاً عن ذلك الاتفاق، ما أدى إلى أكثر من 18 شهراً من الرسوم الجمركية والمحادثات قبل توقيع اتفاق "المرحلة الأولى" التجاري في يناير 2020.
وفي نهاية المطاف، فشلت الصين في الالتزام باتفاق الشراء الوارد في ذلك الاتفاق، كما ارتفع العجز التجاري الأميركي مع الصين خلال جائحة كورونا، مما مهد الطريق للحرب التجارية الحالية.
وارتفع عائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى في شهر بعد الكشف عن آخر تطورات المحادثات بين الولايات المتحدة والصين.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

أسعار العملات الرقمية اليوم بيتكوين تتجاوز 64 ألف دولار

 

ارتفاع أسعار العملات الرقمية وسط ترقب لخفض أسعار الفائدة الأميركية