الأقصر ـ محمد العديسي حظي تمثالا ممنون الرابضان اللذان يقفان في إباء وشموخ في منطقة القرنة التاريخية في البر الغربي للأقصر، بمكانة كبيرة لدى الفراعنة وشهرة واسعة خلال العصر الحديث نظرًا لمكانتهما المميزة.وقال مدير مركز الصعيد للدراسات عبدالمنعم عبدالعظيم، إنهما تمثالان من روائع إبداع الفنان المصري القديم ويمتازان بالضخامة، وكانا يتصدران مدخل المعبد الجنائزي للملك (أمنحتب الثالث)، وامتازا أيضًا بتلك الأصوات الموسيقية التي كانت تصدر عنهما، فتغمر وحدة المكان الساكن في مدينة الخلود بلحنها الشجي الرائع عند الفجر، مؤكدًا أن مؤرخي اليونان زعموا أن أحد هذين التمثالين قد سكنه روح قائدهم أجا ممنون شهيد حرب طروادة، وأن الموسيقى ليست سوى نجوى أجا ممنون لأمه التي كان يناجيها كل صباح بصوته الحزين، ومن يومها ارتبط اسم ممنون بهذين التمثالين .
وأضاف عبدالعظيم أن "المؤرخ والفقيه الأقصري صاحب كتاب "الوحيد في سلوك أهل التوحيد" عبدالغفار بن نوح، والذي عاش في القرن الرابع الهجري، قال إن الناس تعتقد أن الأصوات التي تصدر عن التمثالين إنما هي أصوات الشياطين، وأن تمثالا ممنون من أحد الأسباب التي جعلت العرب أثناء الفتح العربي للصعيد لا يهتمون في الأقصر، وحرصوا على عدم الإقامة فيها اعتقادًا منهم أنها أصنام يعبدها الكفار ولقبوهما بشامة وطامة، والشامة من التطير، والشؤم في اللغة هو الشر، أما الطامة فهو الداهية تفوق سواها، ولعل أول من أطلق عليهما هذا اللقب هو المؤرخ المغربي أبو الحسن الهروي المتوفى في العام 1214، وذكرهما المؤرخ المصري ابن دقماق بهذا الاسم عام 1406.
وطالب عبد العظيم وزارتي السياحة والآثار، بتخصيص عرض مستقل للصوت والضوء في منطقة تمثالا ممنون لتعريف الناس بتاريخهما، حيث نسي الناس اسم صاحب التمثال (أمنحتب الثالث) والد إخناتون أول دعاة التوحيد وزوج الملكة تي من أشهر ملكات مصر، وظل اسم القائد اليوناني ممنون صاحب الأسطورة الشهيرة مرتبط بهما