بغداد - نجلاء الطائي افتُتِح، السبت، تحت عنوان "بغداد في ذاكرتي" داخل قاعة منتدى بغداد الثقافي، وضمّ المعرض 50 لوحة تشكيلية اختلفت أحجامها ومحاورها، واتسمت بالرومانسية والشفافية التي حلّق بها الفنان في سماء الحب والطبيعة، والذي تغنّى بلوحاته في عاصمة الجمال وذكريات الطفولة في بغداد.
واستطاع الفن التشكيلي العراقي استرجاع عافيته بعد انقطاع دام سنين بسبب الظروف التي مرّ بها البلد، واليوم نشاهد معارض كثيرًا ما تُتحفنا، ونستمتع بمشاهد مثل أعمال ولوحات فنية رائعة كهذه، واستطاع الفنان التشكيلي أن ينقل كل معاناة المواطن العراقي بفرشاته وسحر ألوانه، ويكمل هذه المسيرة من المعارض السابقة التي أقيمت في بغداد الفنانُ التشكيليُّ منذر علي.
وعبَّر منذر علي في كلمة خص بها "العرب اليوم" عن أن هذا المعرض هو "عبارة عن الإبداع الفطريّ، وذكرياتي التي عشتها في بغداد، فأنا أبحث عن تشكيل فنيّ من خلال رسوم الأطفال على جدران بغداد الحبيبة"، مُبينًا اهتمامه في معارضه السابقة بالتركيز "على الشهداء الذين سقطوا أثناء الأعمال الإرهابية".

وبيّن عليّ أن من ملامح معرضه الحالي "مغازلة بغداد، وأصعب ما في هذا المعرض هو أحجام اللوحات الصغيرة التي من الصعب العمل عليها"، مُعلِّلاً بأن السبب هو "صغر حجم اللوحة، وإيصال الموضوع للمتلقِّي البسيط"، وكان أبرز ما شاهد الحضور في لوحاته "نساء يعزفن على العود، من دون ملامح واضحة".
وعن سوال لـ "العرب اليوم" ما معنى هذه اللوحة أجاب الفنان منذر علي، قائلاً: "الاشباح التي تبحث عن الأمان، من خلال عزفها في آلة العود"، مشدّدًا على "الابتعاد عن الخوف في معرضه، وإقامة المعارض في كل مكان في بغداد، رغم الظروف التي يمر بها العراق، وتبقى بغداد عاصمة الجمال"، حسب ما ورد في قوله.
فيما قال الفنان التشكيلي معراج فارس أثناء تجوُّله في أروقة المعرض، "نبارك لهذا الفنان الكبير الذي أعطى كلّ ما لديه من أجل إيصال الفن التشكيلي، في وقت كان الفن التشكيليّ شبه معدوم"، مضيفًا أن منذر علي استطاع "أن يوصل رسالة صامتة بلوحاته يعجز التعبير عن تقييمها".
وأضاف فارس "اليوم أدهشنا وسحرنا بهذه الألوان، والمواضيع التي استطاع أن ينفرد بتنوّعها ما بين الانطباعية والتجريدية".
وعن رؤيته النقدية قال الناقد التشكيلي قاسم العزاوي إن منذر علي أضاف اليوم "بصمة تُدرَج ضِمن بصماته التشكيلية، التي تميزت بالنحت في أكثر أعماله، أما اليوم فنلاحظ انفرده بأعمال الفن التشكيليّ فقط".
وتابع العزاوي، "عملُه تميز بأكثر من أسلوب ما بين المدرسة التجريدية والتعبيرية، والتأكيد على وحدة المجتمع، والتنوّع في الطاقات اللونية، واستعمل الخامات الجميلة "الأتريلك والسطح الخشن والكولاج"، كل هذه أعطت لعمله جماليّة خاصة، مما زاد من إعجاب الفنانين بهذه الأعمال".
وحضر المعرض حشدٌ واسعٌ من الفنانين والمثقّفين والمتذوِّقين للفنّ التشكيليّ وبعضٌ من وسائل الإعلام.
ويذكر أن الفنان منذر علي من مواليد بغداد 1948، خريج كلية الفنون الجميلة للعام 1972، عمل في التدريس، وهو عضو نقابة الفنانين العراقيين، وكذلك عضو في جمعية التشكيلين العراقيين، له أكثر من مشاركة دولية ومحلية .