بغداد ـ عبداللطيف العجيل صدرت للشاعر العراقي جمال جمعة، المقيم في ليتوانيا حالياً، مختارات شعريّة حملت عنوان (اختراق حاجز الصوت)، عن دار الشؤون الثقافية في بغداد. والكتاب الجديد هو أول كتاب يصدر لجمال جمعة داخل العراق بعد أكثر من 40 كتاباً أصدرها خارج العراق بين الشعر والترجمة والتحقيق.وتأتي خصوصية هذا الكتاب في أنه الكتاب الأول الذي يُطبع للشاعر العراقي، الذي انتشر ورسّخ اسمه بعيداً عن بلاده، حيث غادر العراق بعد أن أكمل دراسته الجامعية، هرباً من النظام الديكتاتوري السابق.
وجاء الكتاب بتقديم الشاعر عبد الزهرة زكي، الذي قال "لم أشأ أن أكتب كما تتطلبه منسابة كهذه، أن أكتب مقدمة لمختارات شاعر أعرفه عن قرب بعد أكثر من ثلاثين عاماً على عمله في الشعر، في مثل هذه المناسبات تعمد المقدمات الى اجتهادها في التوفر على مفاتيح قرائية فنية للشعر المختار ولتجربة الشاعر بشكل عام".
ويضيف زكي "أحسب الآن أن جمال جمعة هو شاعر صورة بامتياز، وهذا ما يستطيع الناقد الأدبي ومعه القارئ أن يقفا عليه حتى في النصوص الطويلة التي أنجزها الشاعر والتي ينتج ويضخ من خلالها صوراً تتلاحق وتتراكب لتنتج وحدة النص الطويل".وينتمي جمال جمعة لشعراء الجيل السبعيني، إلاّ أنه كان صوتاً خارج السياق الشعري العام بسبب هجرته المبكرة إلى إيران، ثم الدنمارك.وأصدر جمعة عدداً من المجموعات الشعريّة منها (الرسم بالمدن، الإشادة بآخر الملوك، الناسوت، الهوامش والتتمات، الفصوص الإسكندنافية، كتاب الكتاب، أوقات مع ميرو، مصافحة في الظلام، يوميات السائر في نومه).وفيما يخصّ التحقيقات، لُقّب جمال جمعة بـ"صيّاد الكتب الإيروتيكية"، فقد قدّم، ولأول مرة، كتباً مثيرةً للجدل تندرج ضمن سياق الأدب الحسّي، وقام جمعة بنحت مصطلح "الإيروتيكية"، ومن هذه الكتب قدّم (الروض العاطر في نزهة الخاطر، نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب)، بالإضافة إلى (النصوص المحرمة – أبو نؤاس، كتاب الحمقى والمغفلين، ديوان الزنادقة، شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام)، وغيرها.وفي الترجمات قدّم جمعة أكثر من 14 كتاباً بين الشعر والرواية، وغالبيتها عن اللغة الدنماركية.