القاهرة ـ خالد حسنين   أكد الأديب والروائي بهاء طاهر خلال ندوة على هامش معرض القاهرة الدولي للكتاب، مساء الخميس،  أن الصراع بين التيار المدني الذي نشأ علي يد محمد علي ورفاعة الطهطاوي والتيار الإسلامي الذي نشأ في نفس الفترة لايزال هو نفسه بنفس القوة في التنافس، فالتيار المدني قاد البلاد نحو الحداثة والتطوير في مقابل الإسلامي الذي يرى أن مصر خسرت كثيرًا بغيابها عن الخلافة العثمانية واغتربت عن عالمها الإسلامي، فيما أضاف "إن ثورة يناير قام بها الشباب والقوة الاجتماعية المصرية من كل التيارات المدنية والإسلامية وكل هذه التيارات عانت من  الحكم الاستبدادي للرئيس المخلوع مبارك ولكن نجح التيار الإسلامي في أن يختطف الثورة بما له من قدرات تنظيمية وحضور اجتماعي في الشارع إضافة إلي الإمكانات المادية الهائلة التي تهب من كل حدب وصوب.
ويرى طاهر أنه لابد أن يدرك الطرفان المدني والإسلامي أنه لا غلبة لطرف على الآخر ولابد أن يتفقا على مصلحة الوطن فلا أحد يكلم الآخر وكل تيار يكلم نفسه.
وأضاف طاهر  خلال الندوة التي أدراها رئيس هيئة الكتاب ورئيس معرض الكتاب  الدكتور أحمد مجاهد "إنه ينتصر لصالح الفكر والحرية وانه خصم فكري ضد التيار الإسلامي ومدافع قوي عن المدنية، وإذا كانت له قواعد كثيرة داخل المجتمع فنحن أيضا لنا قواعد ولن يشطبنا بجرة قلم، ولا ننسي ما قام به في الجمعية التأسيسية للدستور التي قامت علي باطل وتكون النتيجة تحصين لها ومجلس الشورى الذي انتخبته فئة قليلة و لا يعبر إلا عن 7% من المجتمع ويفرض علينا قوانين بغير وفاق أو حوار مجتمعي أو مع الأحزاب السياسية  لذلك احذر فلن يحقق طرف نصرا كاسحا علي الطرف الآخر فكل طرف له جذور ولن يكون هناك حسم لمن معه النسبة الأكبر".
وحذر طاهر من تأثير الثقافة البدوية على الثقافة المصرية الزراعية فهو تأثير مدمر لأنه مقترن بالثراء الفاحش الذي حققته المجتمعات الصحراوية، ورغبتها في السيطرة علي المجتمعات الزراعية وأنا أتساءل ما أهمية قناة السويس لدولة مثل قطر وهي (  دويلة عظمي  )بأموالها؟"
وعن المثقف ودورة في المجتمع وتأثيره قال " إن المثقف هو الخطر الحقيقي على المستبد لأنه يسعى إلي التنوير ونشر الوعي في المجتمع وكل ما وصلنا إليه من تراجع نتيجة لضرب المثقفين منذ السبعينات ودائما كان للمثقف الصوت الأعلى وعبد الناصر اعترف بدور المثقف ولكن السادات استبعدهم لمعارضتهم للنظام واغلق  جميع المنابر التنويرية والثقافية".
واسعد طاهر الكثيرين بتفاؤله قائلا "أنا دائما متفائل رغم كل أن الثورة لم تحقق أي من أهدافها لا عيش ولا حرية ولا عدالة اجتماعية  والاهم أيضا وهو ما حذرت منه كثيرا هو الثنائي الخطير أميركا والوهابيين فأميركا موجودة وأصابعها في كل خطوة وان ما ينقصنا هو الاستقلال عن أميركا وعن الفكر الوهابي ودون كل هذا لن تحقق الثورة أهدافها ورغم ذلك فاني متفائل أن الثورة ستحقق جميع أهدافها ولكنها طبيعة الثورات تتعرض لانكسار وتراجع وأنا  شديد الإيمان بتحقق أهداف ثورتنا".
و بشأن  مستقبل الأدب بعد ثورة يناير قال بهاء طاهر "البعض يعتقد انه من السهل الكتابة الأدبية الآن عن الثورة وهو أمر غير دقيق أبدا لابد من مرور زمن طويل حتى يقوم الكاتب بالتعبير عن الثورة وأنا شخصيا التقطت وقرأت بعض ما كتبه الشباب عن ثورتهم ويوميات تلك الثورة وهي خامة رائعة لأعمال تكتب مستقبلا و أعجبت بما كتب هؤلاء الشباب لكنها ليست أعمالا أدبية أو الأدب الثوري  فقط هي خامة ضرورية، فالتعبير المباشر والصادق صعب الآن و أتمنى من الجميع وكل ما لديه معلومة ولدية شهادة ان يقوم بكتابه ما عاصر من أحداث بصدق شديد.