مهرجان "أنا أقرأ" لمحاربة الإرهاب والتطرف

تشهد العاصمة العراقية بغداد، عصر السبت المقبل الـ28 من أيلول/سبتمبر الجاري، أكبر تجمع للقراءة، تتحقق للكتب العتيقة فيه أنامل تلمسها، تروي ذهن قارئها بالآداب والعلوم، وتحفز الكُتاب على طرح جديد كل عام، وسط بوح مسرحي، ولقطات رسم تنافس عمقاً فوتوغرافيًا. وأختار المهرجان نشر فعالياته قرب تمثال "شهريار وشهرزاد"، حيث حكايات ألف ليلة وليلة، وتُقرأ الكتب من مختلف الشرائح، حتى الأطفال، إثباتًا للعالم أجمع مقولة الكاتب المصري طه حسين "مصر تكتب، لبنان يطبع، والعراق يقرأ"، دحضًا لأقاويل تركن العراق في خانة التخلف الثقافي والاجتماعي، إثر الإرهاب والموت المجاني.
وحدد وقت مهرجان أكبر تجمع عراقي للقراءة، من الساعة الثالثة عصرًا حتى السادسة من 28 أيلول/سبتمبر الجاري، وقد تمتد إلى السابعة مساءًا، على حدائق "أبي نؤاس" وسط العاصمة العراقية، المطلة على نهر دجلة.
وتتضمن تفاصيل التحضير للمهرجان الدعوات لحضور المهرجان عامة، تحت شعار "ننتظركم لتحقيق حلم يبدأ بالكتاب من أجل الكتاب"، وتم الترويج لها عبر شارع المتنبي، الذي يمثل شريان العراق الثقافي، ومواقع التواصل الاجتماعي لاسيما "فيس بوك"، عبر الصفحات، ومناسبات تباينت الأسماء فيها، وعاملها المشترك "أنا أقرأ".
وانتشرت، قبل أكثر من أسبوعين، "فلكسات" المبادرة بين مكتبات شارع المتنبي، وقرب المدافع العثمانية العتيقة، والمرسم الحر، حملت عبارات الدعوة لحضور مهرجان "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، مع الدعوة للحضور.
وقبل شهرين على انطلاق "أنا اقرأ"، نظم القائمون عليه، حملة تبرع بالكتب، عادت عليهم بعدد كبير من الكتب المتنوعة قديمة ووليدة العام الجاري، ومنها لم توقع بعد، طباعتها تراوحت بين بيروت والعراق ودول أخرى، حتى الأجنبية، وستكون مطروحة للقراءة خلال المهرجان.
وغالبية الكتب التي وجدت في صندوق تبرعات المهرجان، وصلت من المثقفين ودور النشر المحلية، أما المالية فمن أجل لوجستيات تنظيم المهرجان، وصلت من الصحافيين وأصدقاء المنظمين، دعمًا لهم، بعد أن فتح باب التبرع المالي قبل أيام قليلة.
ومن المقرر أن تتخلل المهرجان فعاليات فنية، كالنحت والموسيقى، ومعرض للرسم، وآخر للتصوير الفوتوغرافي، مع عرض مسرحي، والتركيز على الهدف الأساس وهو القراءة.
وسيطرح المنظمون، وهم من النشاطين المدنيين والصحافيين، أكثر من 6 آلاف كتاب للقراءة، تاركين للقارئ حرية اقتناء الكتاب بعد قراءته أو إعادته، إذ جمعت خلال التبرعات الأخيرة أكثر من أربعة آلاف كتاب، إضافة إلى كتب العام الماضي، التي بقي منها ما يقارب ألفي مطبوع.
وبعد نهاية الفعاليات، تنطلق فعاليات أخرى، تحت الاسم نفسه، في محافظات ذي قار، وكركوك، والديوانية، والنجف، وميسان، وغيرها من المحافظات، يصل عددها إلى ثمانية، استنسخت تجربة شباب العاصمة هذه.