مبادرة ميلادية لإعادة البهجة إلى مدينة بيروت

عاد الصخب أخيرا إلى مدينة بيروت المُهشَّمة في ذكرى مرور أربعة أشهر على الانفجار، إذا افتتح المؤلف الموسيقي وعازف الساكسوفون العالمي إبرهيم معلوف، فعاليات مهرجان "بيروتتنا"، في أمسية ميلادية مميزة احتضنتها أسواق بيروت، أعادت للمدينة رونقها والبهجة التي اعتدناها.
تقترب الأعياد ولا مَن يشعر بها هذا العام في ظل المصائب التي تحلّ على اللبناني "بالجملة". كان لا بدّ من أن يبادر أحدهم لبثّ البهجة في نفوس الناس، وجعلهم يشعرون بفرحة الأعياد ولو لدقائق أو لساعات فقط. "بيروتتنا"، هي مبادرة قامت بهذا الدور، وتوزّعت نشاطاتها على ثلاث نقاط في #وسط بيروت لتعمّ الاحتفالات في المدينة.
في وقتٍ يفكر فيه اللبناني بلقمة عيشه مع ارتفاع الدولار، وبعد الانفجار الذي خلّف الويلات والمآسي، تحلّ الأعياد مع تراجع القدرة الشرائية لديه، وهو في حالة إحباطٍ ويأس. ومَن غير الأولاد يعيشون فرحة العيد الحقيقية وينتظرونه موعداً سنوياً خاصاً لشراء الملابس والهدايا التي أصبحت بعيدة المنال. ولم يكن يكفي اللبناني لعدم شعوره بالعيد، سوى انتشار #كورونا الذي سيحرم العائلات جَمعة الأعياد وعشاء العيد المعهود من عامٍ إلى آخر.
وانطلقت فكرة "بيروتتنا" منذ بضعة أسابيع مع الاقتراب من الأعياد. هي منصة اجتماعية ثقافية ترفيهية اقتصادية لإعادة الحياة إلى مدينة بيروت، و"وجدنا أنّه يجب علينا القيام بأي مبادرة للتطلّع إلى الأمام، وألّا نقف مكاننا ونعيش في مأسي الماضي والحاضر، فمعنويات اللبنانيين في الحضيض، وهذا هو الوقت المناسب لإطلاق هكذا منصة، ولا يمكن السماح بأن تتدهور الأمور أكثر"، حسب أحد منظمي مبادرة "بيروتتنا"، بشير مجاعص.
ويضيف أنّه "رغم صعوبة ما نمرّ به، فكّرنا أنّه يجب أن نتضامن لإيجاد فسحة أمل ومساعدة الناس، وفعلاً تجمّعنا كتجار وحرفيّين وصناعيّين ومصمّمين، ومن مجالات متعددة، ووجدنا أنّ بالاتحاد يمكن إيجاد حافزٍ لأن يعود بعض من حياة بيروت إلى سابق عهده"، ومع حلول الأعياد، أُطلِقت المنصة بمهرجانٍ ستبدأ فعاليته اليوم بحفلٍ غنائي، كخطوة أولى في مسيرة المنصة التي تضع خطة مستدامة، طويلة الأمد لإعادة إحياء وسط مدينة بيروت. وهي مبادرة من بعض المنظمات غير الحكومية ومن أفراد.
أمّا المشاركون في المهرجان، فهم أصحاب المحال التجارية الواقعة في النقاط الثلاث حيث سيقام المهرجان، في الصيفي وأسواق بيروت وشارع أرغواي، وهي نقلة نوعية في إطار إعادة الحياة إلى المحلات التي تدمّرت بعد انفجار بيروت، كما هناك صناعيون وحرفيّون وأصحاب صناعات لبنانية، يشاركون في المهرجان لعرض منتجاتهم وأعمالهم، وقدّمت المنصة لهم مساحات مجاناً لعرضها طيلة فترة المهرجان لتحريك أعمالهم.
وخُصّصت مساحة كبيرة من المهرجان لبعض المنظمات غير الحكومية، بهدف جمع المساعدات والتبرعات، والتبرع بالألعاب والملابس كهدايا لمَن هو غير قادر على شرائها من زائري المهرجان، للسماح لهؤلاء بأن يعيشوا جوّ الأعياد.
وجميع النشاطات المُقامة في المهرجان هي مجانية، باستثناء شراء المنتجات في السوق الميلادية. وسيقدّم المهرجان سوقاً ميلادية، قرية ميلادية، وقرية "سانتا" حيث يمكن للأولاد أن يلتقطوا بعض الصور الجميلة، بالإضافة إلى تخصيص مساحات خاصة للألعاب. كما، ستُقام الحفلات الغنائية والعروض السينمائية في الهواء الطلق لأفلامٍ تتعلّق بعيد الميلاد، بالإضافة إلى عرض الرسوم المتحركة على الشوارع، والمواكب الاحتفالية وأداء موسيقيّين.
وفي ما يتعلق بالإجراءات الوقائية من كورونا، سعى المعنيّون إلى اتباع أقصاها، عبر احترام التباعد الاجتماعي بين الكراسي في الحفل الغنائي، وتوزيع الكمامات  والمعقّمات في جميع المساحات، بالإضافة إلى العمل على تعقيمها كل 15 دقيقة من قِبل شركات خاصة للتعقيم.

قد يهمك ايضا

علماء الآثار في النرويج يعثرون على قطع أثرية فريدة بعد ذوبان الجليد

 

موقعان للتراث العالمي تغفل عنهما الأعين في ألمانيا عليك زيارتهما فورًا