البابا فرنسيس

يحل البابا فرانسيس ضيفا على العراق في زيارة تعد الأولى في تاريخ الفاتيكان، وببرنامج حافل يتضمن زيارة أماكن أثرية ومواقع روحانية بارزة.ومن المقرر أن تطأ قدما قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، العاصمة بغداد، الجمعة 5 مارس، في أول زيارة رسمية لحبر أعظم للعراق، وتستمر حتى الإثنين 8 مارس/آذار.حضور بابا الفاتيكان إلى العراق يطغى عليه الطابع الروحاني، إذ تشغل زيارة الحبر الأعظم إلى الكنائس المسيحية والأضرحة الإسلامية ومقابلته رموز الطوائف الدينية مساحة كبيرة من برنامج الزيارة."العين الإخبارية" تسلط الضوء على أبرز المواقع الدينية التي يزورها بابا الكنيسة الكاثوليكية خلال جولته بين 5 مدن عراقية.رسالة للساسة ورحلة عبر "هليكوبتر".. تفاصيل زيارة البابا إلى العراق ضريح الإمام علي يتوجه البابا فرانسيس، السبت، إلى مدينة النجف العراقية ويعرج على ضريح الإمام علي، وفقا لما أعلنته دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي في الفاتيكان قبل أيام.زيارة البابا للضريح الكائن في مدينة النجف العائدة إلى 1230 عاماً، والتي تعد العاصمة الروحية لمعظم الشيعة في جميع أنحاء العالم، يأتي في إطار تواصله مع مسلمي العراق.ويضم الضريح المهيب ذو القبة الذهبية قبر الإمام علي ابن أبي طالب، صهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.القصة الشائعة عن اكتشاف مرقد الإمام علي تحكي أن الخليفة العباسي هارون الرشيد كان يصطاد الغزلان في هضبة النجف عندما شاهد قطيعا يحتمي في ظل مرقد إسلامي رفضت كلاب الصيد المرافقة له الاقتراب منها، وعندما تحقق من الموقع عرف أنه مرقد الإمام علي فأمر بالاهتمام به وزيارته. ومنذ ذلك التاريخ عرف موقع مدفن الإمام علي في هضبة النجف.ويعد جسد الإمام علي أول مَن دُفن في النجف بعد أن أوصى أبناءه وأصحابه بدفنه في ظهر الكوفة، وهي ثاني حاضرة تُبنى في الإسلام خارج الجزيرة العربية بعد مدينة البصرة، وكان يطلق على النجف ظهر الكوفة.وأسباب وصيته بدفنه هناك تتعلق بعدم معرفة الخوارج أو الأعداء مكان دفنه ثم أن تربة النجف جافة ولا تسمح بتعفن الجثث.إنفوجراف.. جدول زيارة البابا فرنسيس إلى العراق‎بناء الضريح جُدد لعدة مرات وفي مراحل مختلفة. وفي السنوات الأخيرة أُعيد تذهيب القبة التي تعلو المشهد، وأضيف صحن جديد باسم صحن فاطمة الزهراء.رئيس ديوان أوقاف الشيعة في العراق، حسين الشامي، تحدث سابقا عن موقع وتكوين ضريح الإمام علي، الذي يعود تاريخه إلى 700 عام تقريباً.ووفق الشامي، فإن الضريح بناه الشيخ البهائي الذي عاصر إسماعيل الصفوي، أحد ملوك فارس، ولم يهدم صحن المرقد بصورة كاملة بل تعرض للتخريب جزئياً، ويطلق عليه اسم "الصحن الحيدري".مساحة الضريح الداخلية، وتضم المرقد والمزار، تبلغ 5 آلاف متر مربع، بينما تبلغ المساحة الكلية للمرقد والصحن 15 ألف متر مربع.قبة الضريح، الذي يقوم فوق أعلى نقطة في هضبة النجف، تلوح من على بعد عدة كيلومترات حيث يبعث انعكاس شعاع الشمس على ذهبها لمعاناً مبهراً.وفقاً لرئيس ديوان أوقاف الشيعة، فإن القبة يجري طلاؤها بالذهب كل 30 عاماً ويحتاج ذلك إلى 200 كيلوجرام من الذهب الخالص تركيز 24 قيراطاً.يلحق بالصحن المكشوف المرقد المسقف بالمرايا والفضة، والمزخرفة جدرانه بالذهب والمينا الملونة، ويتوسط المرقد قبر الإمام علي الذي يلقي الزوار في شباكه بالدنانير أداء لنذور أو تبرعا.مسقط رأس النبي إبراهيم مسقط رأس سيدنا إبراهيم في مدنية أوربعد زيارة الحبر الأعظم النجف العراقية، وضمن برنامج السبت، يعرج البابا فرنسيس إلى مدينة أور الأثريّة، مسقط رأس "أبو الأنبياء" إبراهيم عليه السلام.أور الواقعة في

الصحراء العراقية، يعود تاريخها إلى ما قبل المسيحية، إذ تأسست في القرن السادس والعشرين قبل المسيح، وأصبحت مدينة رئيسية في الإمبراطورية السومرية الأكدية القديمة.وتتميز أور التي تعني باللغة السومرية "بلدة"، بما يسمى "الزقورة" وهو هيكل متعرج يشبه الهرم تم كشفه في ثلاثينيات القرن الماضي.يُعتقد أن أور هي المكان الذي ولد فيه النبي إبراهيم، في الألفية الثانية قبل الميلاد، حيث يقيم البابا فرنسيس مراسم تجمع الأديان المختلفة مع بعض الأقليات الأصغر في العراق، بما في ذلك الأيزيديون والصابئة.العراق جاهز لاستقبال البابا فرنسيس
مدينة أور العراقية الأثريةتاريخياً، اختلفت الرّوايات بشأن مسقط رأس النبي إبراهيم عليه السلام الحقيقي، فذكرت بعضها أنّه ولد في غوطة دمشق في منطقة تُدعى بَرَزَة، لكن الرّواية الأقرب للصحة تلك التي تقول إن ولادته كانت في العراق في بابل أرض الكلدانيين.ووفقاً لهذه الرواية فإن النبي إبراهيم انتقل من مكان ولادته في العراق بسبب تكذيب قومه له ووقوفهم في وجهه ووجه رسالته، فانتقل إلى الشّام وعاش فيها فترة من الزمن، ثم عاش فترة من حياته في مصر، ثم استقرّ في بلاد الشام في فلسطين.وذكرت الرواية ذاتها أنه توفي في الخليل ودفن فيها هو وزوجته سارة، وسمّيت الخليل بذلك نسبة إلى خليل الرّحمن إبراهيم عليه السلام.وورد عند أهل السير والتاريخ القديم أنّ النبي إبراهيم قد وُلد في مدينة بابل العراقية التي تُعرف باسم أرض الكلدانيين، تحديدًا في زمن حكم النمرود بن كنعان، كما ورد على لسان ابن جرير.فيما يتعلق بوفاة النبي إبراهيم عليه السلام، ذكرت رواية أنه مرض وتوفي وهو في عمر 175 سنة، بينما قالت رواية أخرى إنه توفي فجأة، ودفنه ولداه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام.قال البابا فرنسيس، الخميس، في رسالة إلى العراقيين إنه يزور بلدهم "حاجا يسوقه السلام" من أجل "المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب".وأكد البابا في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي بثت عشية توجهه إلى العراق: "أوافيكم حاجا تائبا لكي ألتمس من الرب المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب.. أوافيكم حاجا يسوقني السلام".العراق جاهز لاستقبال البابا فرنسيسوأضاف: "أخيرا سوف أكون بينكم.. أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم مهد الحضارة العريق والمذهل".ومضى يقول في جزء مكرس خصوصا للمسيحيين الذين لا يزالون في العراق: "لا تزال في أعينكم صور البيوت المدمرة والكنائس المدنسة وفي قلوبكم جراح فراق الأحبة وهجر البيوت"، مشددا "عسى أن يساعدنا الشهداء الكثيرون الذين عرفتم على المثابرة في قوة المحبة المتواضعة".ويصل البابا فرنسيس الجمعة إلى بغداد فيما يقيم الأحد قداسا في أربيل (كردستان العراق) في ملعب رياضي، وسيمر أيضا بالموصل معقل تنظيم داعش الإرهابي في شمال البلاد.ولن يتمكن البابا من الاختلاط بالحشود كما يحب، لأن السلطات العراقية فرضت الإغلاق التام من الجمعة إلى الإثنين، وسيستخدم على الأرجح سيارة مصفحة في غالبية تنقلاته.أطلق نشطاء عراقيون عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة لا تخلو من التفكه والتندر تحت عنوان "لا تسرع.. نحن بانتظارك"، في إشارة لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق، الجمعة.وتأتي تلك الرسالة بعد بشائر الخير التي طالتها بعض مدن العراق من إعمار وخدمات وحملات تنظيف وصيانة استعداداً لزيارة البابا فرنسيس، بعد أن عاشت نحو عقدين تصدح بأوجاع الإهمال دون أن تجد من يسمع الشكوى."العين الإخبارية" تكشف كواليس زيارة البابا فرنسيس إلى أربيلوأبدى العراقيون استغرابهم من سرعة تحقق ذلك الأمر والجهود المتواصلة منذ نحو شهرين التي تنفذها الأجهزة الحكومية بمختلف قطاعاتها الخدمية.وعبروا عن أمنياتهم بتعطل مجيء البابا إلى العراق لمدة أطول حتى تستمر فرق العمل بتقديم أفضل الخدمات للمدن المنسية، خشية أن يعود المشهد إلى سابق ما كان عليه حين انتهاء الزيارة.وحصدت تلك الرسالة تفاعلا كبيرا ولاقت ردود أفعال وتعليقات كثيرة اتسم طابعها العام بالغرابة والسخرية اللاذعة من الحكومات التي عانت غيبوبة خدماتية أكثر من 18 عاماً وظهرت على حين غرة في أفضل قوامها عقب تأكيد زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق.وتبذل السلطات العراقية، منذ شهرين جهوداً سياسية وثقافية وأمنية وخدماتية كذلك من أجل إنجاح الزيارة التاريخية للبابا.وجاءت مواقف أخرى لناشطين، أعربوا فيها عن استيائهم من الأعذار التي كانت الجهات المعنية تقدمها كذرائع وحجج لتبرير قصورها في عدم استكمال العديد من المشاريع الخدمية وأعمال البنى التحتية.ويقول محمد العراقي، أحد ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي: "هنالك شوارع معتقة ظلت حتى الأمس القريب تعاني التخسفات وعدم صلاحيتها لحمل العجلات، واليوم كسيت بالأسفلت واختفت تجاعيدها".وأضاف: "كأننا في حلم.. كلا حتى ذلك لم يخطر في المنام من قبل".وتعاني شوارع العاصمة بغداد ومرافقها الخدمية بشكل عام من التهالك رغم مليارات الدولارات التي أنفقتها الحكومات المتعاقبة على العراق ما بعد 2003.والأمر ليس بأفضل منه حالاً في بقية المدن الأخرى سواء في محافظات النفط والثروة جنوباً أو باتجاه مدن التحرير شمالاً وغرباً التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي قبل أعوام.وعلق البعض على سوء الخدمات التي رافقت مدنهم منذ سنوات: "غسل وجه بغداد وإجلاء تراكمات الحروب عنها خلال أيام يؤكد أن استمرار الخراب وتعثر النهوض طيلة العقود الماضية إرادة سياسية للإبقاء على العراق على شكل أطلال وخرائب مهدمة".وقال آخرون: "إذا كان العراق يواجه أزمة مالية واقتصادية خانقة كيف استطاع أن ينفذ حملات خدمية كبيرة امتدت إلى العديد من المحافظات في غضون أيام".في جانب آخر، يعبر مواطنون

يسكنون قرب كنائس في العاصمة بغداد عن سرورهم بتحسن الأوضاع الخدمية لمناطقهم التي لم تتوقف فيها عجلة العمل حتى الآن.وبحسب الأجندة المعلنة التي أفصح عنها الفاتيكان ستكون هنالك 5 محطات للبابا فرانسيس خلال زيارته للعراق والتي تستمر لـ4 أيام، تتضمن كنيسة النجاة في العاصمة بغداد وصلاة جامعة للأديان في مدينة أور التاريخية في ذي قار ولقاء عند النجف مع المرجع الديني علي السيستاني.وستكون المحطة اللاحقة عند مدينة الموصل القديمة التي لاتزال تتنفس من تحت ركام المباني المحطمة جراء حروب التحرير من التنظيم الإرهابي فيما سيكون إقليم كردستان آخر موطئ قدم للبابا في العراق.تستعد مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، لزيارة قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.وتنطلق الزيارة في السابع من مارس/آذار، في إطار زيارة الحبر الأعظم التاريخية إلى العراق.ومن المقرر، وفق دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، أن يتوجَّه البابا فرنسيس، يوم الأحد 7 مارس، من بغداد إلى أربيل، حيث سيلتقي في قاعة الشرف الرئاسيّة في المطار بالسلطات الدينية والمدنيّة في إقليم كردستان العراق.ويتوجّه البابا بعدها إلى الموصل حيث سيتوقف في حوش البيعة للصلاة قبل أن ينتقل إلى كنيسة "الطاهرة الكبرى" في قره قوش، على أن يعود إلى أربيل حيث سيحتفل عصر الأحد بالقداس الإلهي في ملعب "فرانسو حريري".العراق يستعد لزيارة البابا فرنسيس كواليس الزيارةوكشف الأب دنخا عبدالأحد، منسق تنظيم قداس البابا في أربيل، في مقابلة مع "العين الإخبارية"، كواليس الزيارة المنتظرة، مؤكداً أنَّ التحضيرات تتم "على قدم وساق".ويضيف عبدالأحد في مقابلة مع "العين الإخبارية": "نستعد للقداس الإلهي الكبير الذي يترأسه بابا الكنيسة الكاثوليكية في ملعب فرانسو حريري في حضور 10 آلاف شخص".العراق يستعد لزيارة البابا فرنسيسويشير الكاهن في أبرشية أربيل الكلدانية الكاثوليكية إلى أنَّ الملعب يتسع لنحو 30 ألفاً، لكن نظراً للإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) تمَّ تخفيض هذا العدد إلى 10 آلاف فقط.ويتابع: "انتهينا من تسجيل أسماء الأشخاص الذين سيحضرون هذا القداس، كما باشرنا التحضيرات اللوجستية والتنظيمية الخاصة بالقداس بالتنسيق مع حكومة الإقليم".العراق يستعد لزيارة البابا فرنسيسهجرتانوبحسب عبدالأحد، فقد هاجر ثلثا المسيحيين العراقيين من بلادهم في موجتين بعد عامي 2003 و2014.ويرى منسق تنظيم قداس البابا في أربيل أن النتائج الإيجابية لزيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق لن تعود على المسيحيين فحسب، وإنما "هي دعم كل الطوائف التي تدعو إلى السلام".ويؤكد عبدالأحد أنَّ زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى أبوظبي في فبراير/شباط 2019 "كانت لها نتائج إيجابية على المجتمع في بلداننا"، معتبراً أن الزيارة الحالية تعطي "رسالة إيجابية.. رسالة سلام ومحبة".ويعتبر الكاهن في أبرشية أربيل الكلدانية الكاثوليكية أنَّ لقاء البابا فرنسيس مع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في أبوظبي، كانت له نتائج إيجابية كبيرة، تكتمل اليوم بلقاء بابا الكنيسة الكاثوليكية مع المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني، موضحاً أن "لقاء البابا مع هذين الرمزين الكبيرين يحدث حالة من التوازن وصنع جديد للسلام".جدول الزيارةوذكرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي، في بيان، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن "زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى العراق

ستكون من الخامس وحتى الثامن من مارس/آذار 2021، حيث سيغادر قداسة البابا روما يوم الجمعة في الخامس من مارس/آذار من مطار فيوميتشينو في روما ليصل إلى مطار بغداد الدولي حيث سيتم الاستقبال الرسمي".وأضاف البيان أن "البابا سيلتقي برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في قاعة الشرف في مطار بغداد الدولي لينتقل بعدها إلى القصر الرئاسي حيث ستقام مراسم الترحيب، بعدها يقوم بزيارة رسميّة إلى رئيس جمهورية العراق برهم صالح على أن يلتقي بعدها السلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي قبل أن يتوجّه إلى كاتدرائيّة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد".أما يوم السبت الموافق السادس من مارس فسيتوجّه البابا إلى النجف حيث سيلتقي السيد علي السيستاني، ليتوجّه بعدها إلى مدينة أور الأثريّة؛ على أن يحتفل عصر السبت بالقداس الإلهي في كاتدرائيّة مار يوسف للكلدان في بغداد.العراق يستعد لزيارة البابا فرنسيس ويوم الأحد الموافق السابع من مارس، سيتوجّه البابا من بغداد إلى أربيل حيث سيلتقي في قاعة الشرف الرئاسيّة في المطار بالسلطات الدينية والمدنيّة في إقليم كردستان العراق، ليتوجّه بعدها إلى الموصل حيث سيتوقف في حوش البيعة للصلاة قبل أن ينتقل إلى كنيسة الطاهرة الكبرى في قره قوش، على أن يعود إلى أربيل حيث سيحتفل عصر الأحد بالقداس الإلهي في ملعب فرانسو حريري.وأوضح البيان: "يوم الإثنين الموافق الثامن من مارس فسيتوجّه البابا فرنسيس صباحًا إلى مطار بغداد الدولي حيث ستتمُّ مراسم الوداع الرسمي قبل أن يغادر العراق عائدا إلى إيطاليا".كشف مدير الإعلام بالهيئة العامة للآثار بالعراق، حاكم الشمري، عن الاستعدادات المبذولة في مدينة "أور" استعداداً لاستقبال بابا الفاتيكان.وقال حاكم الشمري، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "الفرق الفنية نصبت خلال الأيام الماضية ممرات خشبية حول مبنى الزقورة عند مدينة أور الأثرية فضلاً وضع السرادق وتجهيز المبنى بالمولدات الكهربائية وتهيئة الطرق بما لا يخل بهويتها التاريخية".وأضاف: "تم نشر الاضواء حول مبنى الزقورة، وتلك الجهود تأتي بالتعاون مع المجالس المحلية وعلى نفقة شركة نفط ذي قار".ومن المقرر أن يزور البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، السبت المقبل، في ثاني محطة له في العراق، بحسب الأجندة المعلنة، مدينة أور التاريخية ويقيم عند مبنى الزقورة، فعالية بحضور مختلف الديانات والمذاهب.وتعد "زقورة أور" من أقدم المعابد في العراق، (40 كم غرب الناصرية)، مركز محافظة ذي قار والتي بناها مؤسس سلالة "أور" الثالثة، سنة 2050 ق.م.وتم اكتشاف بقايا الزقورة لأول مرة بواسطة، الجيولوجي البريطاني، ويليام لوفتوس في عام 1850م، وتم الحفر الشامل والكشف عن بقايا المعبد في عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، بواسطة عالم الآثار السير ليونارد وولي.استعدادات زيارة البابا فرنسيس للعراقوأكد "الشمري"، أن "زقورة أور التاريخية قد بنيت من قبل الملك أورنمو الذي ينتمي لسلالة أور الثالثة عام 2100 ق.م، وهي أقدم فكرة للبناء المدرج في العالم".من جهته يؤكد الباحث والآثري ومدير متحف الناصرية الحضاري عامر عبد الرزاق، أن أور "هي أقدم من الأهرامات المصرية وأهرامات بيرو والأنكا في المكسيك، وظهر السكن فيها منذ أكثر من أربعة آلاف عام قبل الميلاد".وتتألف الزقورة من ثلاث طبقات وثلاثة سلالم، كل منها مؤلفة من مئة درجة، حيث رقم 3 من الأرقام المقدسة بالعراق القديم، ولهذا يراه بعض علماء الآثار رقما ميتافيزيقيا، ما وراء أو ما فوق عالم الطبيعة، ويعطي بُعدا آخر لطريقة تفكير السومريين آنذاك.وبُنيت زقورة أور على قاعدة مربعة طول ضلعها 42 مترا، ترتفع الطبقات المتعاقبة والمتساوية الارتفاعات، وهي صلدة ومبنية جميعها من الطين اللبِن، وقد كسيت من الخارج بطبقة سميكة من الآجر الأحمر المفخور، وبطريقة هندسية، تسمى "السبط"، ويميل البناء إلى الداخل كلما ارتفع إلى الأعلى، مما يعطي للناظر خدعة بصرية، ليبدو أعلى من ارتفاعه الحقيقي.استعدادات زيارة البابا فرنسيس للعراق وارتفاع الزقورة الحالي 16 مترا ونصف المتر، لكن ارتفاعها القديم عند بنائها الأول كان 26 مترا ونصف المتر، ولم يتبقَ من الزقورة الآن سوى الطبقة الأولى، وأجزاء من الثانية، أما الثالثة فغير موجودة، إلى جانب المعبد العلوي أيضا الذي انهار بسبب عوامل التعرية.وتوجد في الزقورة ومن كل جوانبها "فتحات" تسمى "العيون الدامعة" يراها السائح عندما يرفع عيونه للمشاهدة إلى الأعلى، وهذه الفتحات الشاقولية الممتدة لهيكل الزقورة الداخلي تستخدم لاستخراج مياه الأمطار وتصريفها عبر الأنابيب في وقتنا الحاضر، ويخرج ماء المطر كما تخرج الدموع من العيون.ومن المنتظر أن يبدأ  بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، زيارة تاريخية للعراق في الخامس من مارس/ آذار الحالي، تستغرق أربعة أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين، إلى جانب المرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة النجف وزيارة مدينة أور التاريخية، وإقامة قداس في بغداد فضلاً عن زيارة المدينة القديمة في الموصل وإقليم كردستان العراق.

قد يهمك ايضا

الكاردينال ساندري يتوقع أن يزور البابا فرنسيس لبنان في أقرب وقت

البابا فرنسيس يدعو لبنان"بلاد الأرز " للمحافظة على هويته الفريدة