بغداد ــ نجلاء الطائي
التقى مدير عام دار الكتب والوثائق الدكتور علاء أبو الحسن العلاق سفيرة بولندا المعتمدة في بغداد السيدة بيتا يكسا، بمكتبه الرسمي في الدار. وتناول اللقاء أهمية دار الكتب والوثائق لما تمثله من شاهد يكتب عن حضارة وتاريخ العراق، كما تم التباحث في ما توصل أليه العراق وبولندا في تنشيط وتفعيل أفاق التعاون الثقافي بينهما, خصوصا في ميدان تبادل الخبرات في علم التوثيق والأرشفة, بما يؤدي إلى أفضل سياقات التفاهم المتكامل.
استعرض العلاق ما تعرضت له بناية الدار من أحداث بعد انتهاء العمليات العسكرية عام 2003 وجهود العراقيين مجتمعين في أعادتها كصرح من صروح الثقافة، حيث تم إعادة تأهيلها بوقت قياسي كي تقدم خدماتها للباحثين وعموم المثقفين, مشددا على الأداء المتميز للدار فيما تقدمه لأطفال العراق من كتب حديثة وعصرية هي مكتبة الأجيال التي ترسي أسس وأطر أعداد النشء الجديد وبما يؤمن أن يكون للعراق الدور الفاعل والمؤثر محلياً وعربياً وعالمياً.
اطلعت السفيرة البولندية على ما تؤديه بعض أقسام الدار الفنية من خدمات، ومنها قسم تكنولوجيا المعلومات الذي يتولى تنسيق عمل وأداء المكتبة الرقمية والأرشيف الرقمي والدوريات الرقمية والانترنيت والإصدارات الالكترونية وصيانة الحاسبات, ويقوم قسم ترميم وصيانة الوثائق على إعادة الحياة في عمليات صيانة يومية لا تتوقف للمقتنيات الثقافية والحضارية على اختلاف المواد المصنوعة، كما زارت يسكا معارض الوثائق الخاصة (لعدو العراق داعش) التي عثرت عليها قواتنا المسلحة البطلة من الجيش العراقي الباسل والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي أثناء العمليات العسكرية الخاصة بتحرير الموصل, ومعرض وثائق العهد الملكي (1921-1958).
وأهدى العلاق السفيرة بيتا يكسا درع شكر وتقدير ومجموعة من إصدارات دار الكتب والوثائق، ولوحة تشكيلية للمدرسة الواقعية للتشكيل العراقي. ومن جانبها شكرت السفيرة البولندية دار الكتب والوثائق الوطنية على هذه الدعوة واللقاء المثمر، معبرة عن سعادتها للتعاون بين البلدين، منوهة إلى الرغبة الحقيقية لديها في تقديم الدعم والإسناد اللازمين لإعداد الملاكات العراقية العاملة بما يتماشى مع التطور العالمي.
ويذكر أن لسفارة بولندا العديد من التعاون الثقافي مع العراق حيث أن السفير البولندي السابق السيد ستانيسلاف سمولن له العديد من الزيارات للعراق وكانت أخرها في شهري تشرين الأول وتشرين الثاني من العام الماضي 2017 والتي أرسيت من خلالها لقاءات أثمرت عنها أبرام تفاهمات ثقافية بين البلدين تقوم على أساس التعاون في مجال التدريب وتوفير الخبرات والتقنيات الحديثة وتعزيز الجهود الوطنية لاسترداد الممتلكات الثقافية وإعادة تأهيل الملاكات الأرشيفية.