وزارة الثقافة العراقية

شرعت دائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة العراقية إلى وضع الخطوط العريضة لفكرة (الببليوغرافيا) سعياً منها إلى تأسيس ثقافة الإحصاء والتوثيق لكل مبدع ولكل منجز إبداعي في شتى المجاﻻت الثقافية، وهي بذرة لمشروع إبداعي ضخم.

وأنيطت هذه المهمة إلى الفنان التشكيلي قاسم محسن، الذي قال: إن فكرة (الببليوغرافيا) هي مشروع قائم في مختلف البلدان، ونحن اليوم في دائرة العلاقات الثقافية العامة نحاول تفعيل قاعدة البيانات من خلال (الببليوغرافيا)، والمصطلح برمته يُعطي مفاهيم تقترب من التوثيق ﻷعمال وسيرة المبدعين والفنانين، وهي قاعدة بيانات تُحصي وتوثّق مختلف محطات الإبداع في إطار منظومة مركزية تعتمد التطور التقني أي التكنولوجيا الحديثة.

وأضاف أن هذا المشروع يخدم الباحثين ليس في داخل البلد فحسب بل الخارج أيضا، من خلال الولوج إلى موقع وزارة الثقافة دائرة العلاقات الثقافية، والوصول إلى هذا الحقل التوثيقي، ويمكن الحصول على أي معلومة تخص أي فنان أو مبدع أو أي معطى ثقافي وإبداعي عراقي في مختلف المجاﻻت.

وعن أسباب تأخر هذا المشروع التوثيقي، قال الفنان قاسم محسن: إن الأوضاع التي مرّ بها بلدنا أخرت مثل هكذا مشروع ثقافي، وكان من المفترض أنه موجود منذ زمن، ﻷننا نمتلك قاعدة عريضة من المبدعين في مختلف المجاﻻت الثقافية واإبداعية من أدب وشعر وفن وترجمة، ويفترض إن توثق كل إنتاجهم وسيرهم الذاتية، مؤكدا امتلاك العراق طاقات إبداعية عديدة ومتنوعة في مختلف المجاﻻت ولكن مع الأسف تأخرنا في تثبيت قاعدة بيانات مبوبة لهم، يمكن أن تستفيد منها الأجيال اللاحقة.

وعن ثقافة التوثيق والإحصاء التي تؤسس لها فكرة (الببليوغرافيا) يواصل الفنان قاسم محسن حديثه، بالقول: "نحن نسعى بهذا المشروع إلى تأسيس ثقافة جديدة، ثقافة التوثيق و الإحصاء للتعرف أكثر على عدد المبدعين في بلدنا سواء كانوا شعراء أو فنانين أو كتاب أو مترجمين أو باحثين، وكل هذا يحتاج إلى جمع كم كبير من المعلومات. وستُشكّل لجان فرز متخصصة، وستوزع استمارات خاصة عبر البيوت الثقافية المنتشرة في عموم البلاد والتابعة لدائرة العلاقات الثقافية العامة وتضمينها معلومات تخص مبدعيهم وفنانيهم ﻷنهم اﻷقرب إلى هذه الشخصية الإبداعية. والأساس سيكون اﻻعتماد في الفرز على التاريخ والمنجز الثقافي، وسنقوم بتبويب هذه البيانات حسب المراحل الزمنية، ونبدأ من أوائل الرواد ومن ثم وقتنا الحاضر".

وأكد الفنان قاسم محسن أن هذا المشروع يعتبر بذرة يمكن إن تتطوّر في الأيام المقبلة وتدعم من خلال وصول أجهزة حديثة تمكّن من إنشاء قاعدة بيانات واسعة ﻻ تستثني أي مبدع في مختلف المجاﻻت، مستدركاً أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأن هذا المشروع خطوة باﻻتجاه الصحيح لتوثيق إنتاج أي مبدع وسيرته الذاتية بشكل إحصائي وتوثيقي أصيل.