رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل

يزور رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خالد مشعل، طهران قريبا، وذلك بعد توسط الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله ما بين حماس وإيران لإتمام المصالحة ما بين الطرفين بعد سنوات من الجفاء جراء مغادرة قيادة "حماس" من دمشق إلى الدوحة، التي عقدت مصالحة مؤخرًا مع مصر ما شكل أداة ضغط على الحركة جراء الاستجابة القطرية للطلب السعودي ـ المصري بوقف تمويل الحركة، وفق ما يدور في الأوساط الفلسطينية.

وأعلن مساعد وزارة الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، فإن طهران ستستقبل مشعل في الفترة القريبة المقبلة، إلا أنَّه لم يحدد الموعد الدقيق للزيارة، لكنه أكد أنَّ علاقات حماس مع طهران لم تنقطع أبدًا.

واعتبر أنَّ "المقاومة سر انتصار الشعب الفلسطيني وأمله في قطع أيدي المعتدين الصهاينة"، مؤكدا أنَّ بلاده والرأي العام في المنطقة لن يترك الشعب الفلسطيني المظلوم وحيدًا في الساحة أبدًا، حسبما ذكرت وكالة "فارس".

وتعد الزيارة المرتقبة لمشعل لطهران خلال الفترة المقبلة، الأولى منذ انسحاب "حماس" من سورية على خلفية موقفها المؤيد لحقوق الشعب السوري في ثورته التي اندلعت قبل أكثر من ثلاث سنوات ضد نظام بشار الأسد.

وكشف مصدر مطلع عن سعي حسن نصر الله لتحقيق مصالحة بين إيران وحركة "حماس" بعد التوتر الذي أصاب العلاقات بين الجانبين، في أعقاب إعلان الحركة تأييدها للتظاهرات ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، عام 2012.

ويلعب حسن نصرالله دورًا بارزًا على خط إعادة حماس لأحضان طهران.

وأوضح المصدر أنَّ "زيارة وفد حركة حماس إلى طهران مؤخرًا، والتي أحيطت برعاية ومتابعة من قيادة المقاومة في لبنان بهدف إنجاحها، تخللتها مصارحة ومكاشفة من منطلق الخطر المشترك والعدو المشترك، وأثمرت بالتالي تصويبًا للمسار عبر إعادته إلى سيرته الأولى".

وتأتي زيارة مشعل المرتقبة لطهران في ظل المصالحة ما بين قطر ومصر برعاية سعودية في ظل أنباء عن التزام الدوحة بوقف تمويل "حماس" إلا أنَّ الحركة رحبت بتلك المصالحة.

ونفى القيادي البارز في حركة "حماس"، محمود الزهار، وجود ضغوط قطرية على حركته بعد المصالحة مع مصر برعاية السعودية.

ورحب الزهار، في تصريحات صحافية، بالتقارب القطري المصري، مؤكدًا أنَّ تقارب الدول العربية، يصب في مصلحة القضية الفلسطينية.

وشهدت العلاقات المصرية القطرية، مساء السبت الماضي، التطور الأبرز منذ توترها (بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في تموز/ يوليو 2013)، باستقبال الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، المبعوث الخاص لأمير قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس الديوان الملكي السعودي، المبعوث الخاص للعاهل السعودي، خالد بن عبد العزيز التويجري، في القاهرة، قبل أن يتم بعدها بيومين، غلق قناة الجزيرة مباشر مصر، التي كان النظام المصري يعتبرها منصة للهجوم عليه، ومحور خلاف رئيسي بين البلدين.

ونفى الزهار، في ذات الوقت، وجود ضغوط قطرية على حركته ووقف الدعم عنها بهدف تغيير سياستها تجاه مصر.

وتابع "علاقتنا مع مصر، جيدة، ونحن لا نقوم بأي تحريض تجاه مصر، ولا نتدخل في الشأن المصري".

وكانت مواقع فلسطينية محلية، نقلت عن مسؤول لم تكشف هويته، أن قطر أبلغت قادة حركة "حماس" بوقف دعمها، للحركة، في إطار الضغط عليها لتغيير سياساتها ضد مصر.

ويشكل دعم قطر لـ"حماس" إسنادًا حقيقيًا ماليًا وسياسيًا ودبلوماسيًا ومعنويًا، لقطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ عام 2007.