صنعاء - علي ربيع استمر غياب ممثلي"الحراك الجنوبي" في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن لليوم الثالث على التوالي بعد إجازة عيد الفطر المبارك، في وقت تتزايد فيه مخاوف انهيار عملية الحوار بعد خطاب بعث به القيادي الجنوبي محمد علي أحمد إلى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، يشترط فيه ندية الحوار بين الشماليين والجنوبيين ونقله إلى خارج اليمن مع توفير ضمانات دولية.
وكانت رئاسة مؤتمر الحوار الوطني، أفادت أن ممثلي "الحراك الجنوبي" يجرون مشاورات مع مختلف أطياف المكونات الجنوبية وسيعودون مجدداً إلى طاولة الحوار الوطني الذي يشاركون فيه بـ85 مقعداً من إجمالي عدد المقاعد البالغ 565 والموزعة بنسب متفاوتة بين مختلف القوى والأحزاب السياسية.
وقال أعضاء في مؤتمر الحوار لـ"العرب اليوم" إن أعمال"فريق القضية الجنوبية" تعطلت الخميس في ظل غياب رئيس الفريق محمد علي احمد وعدم حضور ممثلي"الحراك الجنوبي" الذين يطالبون بسقف مفتوح للحوار بما يفضي إلى مخرجات تضمن للجنوبيين "حق تقرير المصير".
ويفترض أن تسلم، الأحد، فرق الحوار التسعة، تقاريرها إلى لجنة التوفيق لعرضها على مؤتمر الحوار لإقرارها والتصويت عليها قبل الجلسة الختامية في 18أيلول/سبتمبر القادم، تمهيداً للبدء في كتابة الدستور الجديد الذي سيتقرر فيه طبيعة نظام الحكم والتقسيم الإداري وكل مايتعلق بشكل الدولة.
ويخشى مراقبون أن يكون تغيب"ممثلي الحراك الجنوبي" عن جلسات الحوار وتوقف العمل في فريق"القضية الجنوبية" بالإضافة إلى الخطاب الذي وجهه  القيادي محمد علي أحمد إعلاناً غير مباشر عن انسحاب "الحراك" من الحوار مايعني انهيار المؤتمر الذي كان انطلق في 18آذار/مارس الماضي برعاية دولية وإشراف من الأمم المتحدة في سياق خطوات عملية نقل السلطة التي قررتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية عقب الانتفاضة ضد نظام صالح في العام 2011.
وطالب أحمد في خطاب بعثه إلى هادي وتناقلته وسائل إعلامية مقربة من"الحراك الجنوبي" بندية الحوار بين الشمال والجنوب ونقل عملية التفاوض إلى دولة محايدة بإشراف وضمانات من الدول الراعية لمؤتمر الحوار.
وقال أحمد" لقد لمسنا بشكل واضح حجم التحجيم والإبهات للقضية الجنوبية كقضية شعب، دولة، هوية، انتماء، ثروة وأرض" مؤكداً أن"الحقيقة الواضحة عند تقييم مسارات مؤتمر الحوار تؤكد أنه ليس هناك جدية وقناعات صادقة في معالجة القضية الجنوبية معالجة عادلة ترضي الشعب الجنوبي".
وأضاف أن" المكونات الرئيسية  السياسية استخدمت مؤتمر الحوار كوسيلة لحل تناقضاتها على حساب القضية الجنوبية, وكان المنتظر اقلها، الاعتراف بخوض حرب1994 ضد الجنوب والاعتذار الذي لم يحدث، فكيف نأمل بالخروج إلى نتائج مرضية والمكونات الرئيسية تفتقر إلى الصدق والاعتراف بالأخطاء".
واشترط أحمد وهو زعيم فصيل جنوبي يعرف بـ"مؤتمر شعب الجنوب" للعودة إلى طاولة الحوار، البدء الفوري بتنفيذ ماعرف بـ"النقاط الـ20 والنقاط الـ11"، والتي تتضمن في أهمها الاعتذار عن حرب صيف 1994 وعودة المسرحين الجنوبيين من المدنيين والعسكريين إلى وظائفهم".
كما اشترط التحول للتفاوض الندي بين الشمال والجنوب وفي دولة محايدة تختار من قبل رعاة المبادرة الخليجية وتحديد برنامج زمني وآلية لعملية التفاوض وخارطة طريق لتنفيذ المخرجات، وأن تضمن هذه الدول ومجلس الأمن تنفيذ الحلول المتفق عليها للقضية الجنوبية".
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس اليمني في وقت لاحق بأعضاء لجنة التوفيق في مؤتمر الحوار لبحث المستجدات الجديدة والخروج بحلول لاحتواء الانسحاب غير المعلن لممثلي"الحراك الجنوبي" من مؤتمر الحوار الوطني، وإقناعهم بالعودة لاستكمال المفاوضات.