غارات إسرائيليّة جديدة على غزة

أُصيب أربعة أطفال وامرأة، فجر الخميس، في سلسلة غارات إسرائيليّة على قطاع غزة، وسط مزاعم للاحتلال بأنها تأتي ردًا على مزاعم بإطلاق 5 صواريخ من غزة، باتجاه البلدات المُحتلّة. فقد أغارت طائرات حربيّة إسرائيليّة من نوع "إف 16" بصاروخ على موقع "الخيّالة" التابع لكتائب "القسّام"، خلف أبراج "المقوسي" غرب غزة، كما استهدفت غارة أخرى أرضًا زراعيّة خالية في منطقة التفاح شرق غزة، وفي المحافظة الوسطى، قصفت طائرات الاحتلال بصاروخ أرضًا مُحاذية لموقع "أبو جراد" التابع لـ"القسّام" شمال مخيم النصيرات، مما خلّف دمارًا من دون إصابات، في حين استهدفت غارة أخرى موقع "عبدالله عزام" قرب محطة الكهرباء وسط القطاع.
وأكَّد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، لـ"العرب اليوم"، أن الغارات تسبّبت في إصابة أربعة أطفال وسيدة بشظايا زجاجيّة جرّاء تحطّم نوافذ المنازل، فيما أفاد شهود عيان، أن طائرات مروحيّة حلّقت بثبات فوق المنطقة الصناعيّة وشرق بيت حانون شمال القطاع، مع تحليق مُكثّف لطائرات الاستطلاع.
وقالت وسائل إعلام عبريّة، الغارات الإسرائيليّة تأتي ردًا على مزاعم بإطلاق ستة صواريخ من غزة، فجر الخميس، باتجاه البلدات المُحتلّة، حيث أشار موقع "يديعوت أحرنوت"، إلى أن خمسة صواريخ أُطلقت على الأقل من قطاع غزة باتجاه عسقلان، وأنه قرابة الساعة 02:00 دوت صفارات الإنذار، فيما اعترضت منظومة القبة الحديديّة خمس قذائف صاروخيّة، في حين سقطت القذيفة السادسة في الخلاء من دون وقوع إصابات أو أضرار، وأن الجيش الإسرائيليّ يُحقّق في هذه اللحظات، في مدى صحة إطلاق صاروخ آخر وسقوطه في منطقة مفتوحة".
وأفاد موقع "واللا" العبريّ، أن "صفارات الإنذار أُطلقت في مدينة عسقلان، وأن حالة تأهب قُصوى أُعلنت في المدينة، التي تقع إلى الشمال الشرقي من قطاع غزة، وتبعد عنها 40 كيلومترًا".
وبثّ نشطاء، فيديو لمحاولة القبة الحديديّة اعتراض الصواريخ، في الوقت الذي يشهد تحليقًا مكثفًا لطائرات الاستطلاع في أجواء غزة، فيما قال جيش الاحتلال، "إن طائراته هاجمت ورشة لإنتاج الوسائل القتاليّة ومخزن لها ومِنصّة لإطلاق الصواريخ وموقع لأحد التنظيمات".
وتحاول قوات الاحتلال الإسرائيليّ، في الآونة الأخيرة، عبر أجهزتها العسكريّة والإعلاميّة، التهويل من قُدرات المقاومة العسكريّة، وإظهارها على أنها تمتلك أسلحة كالتي بحوزة الدول العظمى، والتي غالبًا ما يكون لها أهداف خاصة من وراء ذلك التهويل.
وزعمت قوات الاحتلال، خلال الأسبوع الماضي، عبر وسائلها الإعلاميّة، أنها نجحت في إسقاط طائرة استطلاع من دون طيّار، تعود إلى "كتائب القسّام" الذراع العسكريّة لحركة "حماس"، فيما روّجت، الأربعاء، أن "سرايا القدس" الجناح العسكريّة لحركة "الجهاد الإسلاميّ" أطلقت صاروخ "أرض – جو" تجاه طائرة إسرائيليّة في سماء قطاع غزة، إلا أن "المحاولة فشلت".
وأكد الخبير العسكريّ واللواء المتقاعد واصف عريقات، أن أولى الأهداف التي تريد إسرائيل تحقيقها من وراء تهويلها لقُدرات المقاومة، تبرير أية عمليات عدوانيّة تجاه المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، أمام الرأي العام الداخليّ (الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة)، وأمام الرأي العام العالميّ، لتسويق العدوان المقبل، وإيصال رسائل لأطراف عدّة، بأن المقاومة الفلسطينيّة لاتزال تُصرّ على تسليح ذاتها بتقنيات وأسلحة متطوّرة، الأمر الذي يتنافى مع اتفاق التهدئة المُبرم بينها وفصائل المقاومة برعاية مصريّة.
ورأى الخبير العسكريّ، أن قوات الاحتلال تُحاول من خلال تصريحاتها وهجماتها ضد المقاومة في قطاع غزة، الإبقاء على حالة التوتّر بين القطاع وإسرائيل، لعدم إشعار المقاومة والمواطن الفلسطينيّ في غزة بالاستقرار، مما ينتج عنه ضعف التدريب والتسلح بإمكانات متطوّرة، وأن من بين الأهداف التي تسعى لها إسرائيل من خلال تهويلها من قوة المقاومة وعتادها، هو إيصال رسالة أنها تُتابع جُلّ التفاصيل الدقيقة للمقاومة عن كثب، فيما قلّل من إمكان أن يشنّ جيش الاحتلال حربًا على شاكلة الأيام الثمانية أو الحرب التي اندلعت أواخر 2008/2009.