الجيش السوداني

يستمر القصف المدفعي والجوي اليوم السبت، في الخرطوم عقب  انهيار الهدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، الذي استقدم بدوره تعزيزات إلى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع. واندلعت الاشتباكات وارتفعت أصوات الانفجارات في الخرطوم، فيما أطلق الجيش قذائف المدفعية بكثافة من سلاح المهندسين بأم درمان في عدة اتجاهات.

كذلك شهدت مناطق  أم درمان واللاماب غرب الخرطوم  معارك عنيفة بين الطرفين المتحاربين،في حين تشهد العاصمة ومناطق أخرى في السودان، معارك عنيفة منذ 15 أبريل بين الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وظل الوضع مروعًا بشكل خاص في إقليم غرب دارفور الذي يقطنه حوالي ربع سكان السودان ولم يتعافَ من حرب مدمرة استمرت عقدين وخلفت مئات الآلاف من القتلى وأكثر من مليوني نازح.
وقتل المئات من المدنيين وأضرمت النيران في القرى والأسواق ونُهبت منشآت الإغاثة مما دفع عشرات الآلاف إلى البحث عن ملاذ في تشاد المجاورة.

وفي خطوة قد تؤدي لزيادة التوتر أعلن الجيش استقدام تعزيزات للمشاركة "في عمليات منطقة الخرطوم المركزية". ويشير مراقبون إلى أن الجيش يعتزم "شن هجوم واسع قريباً ضد قوات الدعم السريع، ولهذا انسحب من مفاوضات جدة".
وأعلن الهلال الأحمر السوداني أن القتال المستمر في السودان في الخرطوم ودارفور أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلا انتُشلت جثثهم من مناطق القتال، دون التعرف على هوياتهم.
وذكر الهلال الأحمر في بيان، الجمعة، أنه منذ اندلاع القتال في 15 أبريل، دفن متطوعون 102 جثة مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة و78 جثة أخرى في مقابر بدارفور.
وتعهد كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه، الذي يخوض الحرب ضده، محمد حمدان دقلو، مرارًا بحماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية.
وقال الهلال الأحمر الذي يتلقى الدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن متطوعيه وجدوا صعوبة في التنقل في الشوارع لانتشال الجثث "بسبب القيود الأمنية".

وأودت المعارك بأكثر من 1800 شخص، بينما أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1.2 مليون آخرين نزحوا داخليا، ولجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج.
وتوصل الجانبان إلى اتفاقات تهدئة عدة، كان آخرها خلال محادثات في مدينة جدة بوساطة سعودية - أميركية، لكنها سرعان ما تنهار في كل مرة، وتتجدد الاشتباكات خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور غربي البلاد.

وكانت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع استمرت وسط مدينة الخرطوم وغربها حيث تصاعدت أعمدة الدخان من المنطقة الصناعية للمدينة. من جهة ثانية، هدأت حدة القصف المدفعي الذي شهدته مدينة أم درمان في الساعات الماضية والذي تسبب في تضرر بعض المنازل.
وبعيدا عن أم ردمان، رفع الجيش السوداني من وتيرة القصف المدفعي خلال الأيام الماضية أثناء استهدافه لمواقع تمركز قوات الدعم السريع.

هذا ونددت العديد من وكالات الإغاثة العاملة في السودان بالصعوبات التي تواجهها من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين. واشتكت منظمة أطباء بلا حدود تعرض مستودعاتها للنهب، فضلا عن الاستيلاء على الكثير من الشاحنات التي تنقل المساعدات.
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن 162 شاحنة على الأقل تابعة لمنظمات الإغاثة تعرضت للسرقة، كما صرح أن نحو 120 مكتبا ومستودعا تابعا أيضا لمنظمات إغاثية تعرضوا لعمليات النهب.
من جهته، كشف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه فقد إمدادات في السودان بقيمة 60 مليون دولار خلال الصراع.

  قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

 

ارتفاع حصيلة قتلى اشتباكات السودان من المدنيين إلى 530 شخصاً وتمديد إغلاق المطارات

تحذيرات دولية من سوء الأوضاع الإنسانية في السودان وجولة محادثات جديدة برعاية السعودية لفتح ممرات آمنه للمدنيين