وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع الرئيس محمود عباس

حذّرت حركة "حماس"، من أنها ستتعامل مع أية قوات دوليّة تأتي إلى الأراضي الفلسطينيّة من خلال أي اتفاق سيتم بين السلطة والجانب الإسرائيليّ، على أنها "احتلال". ودعا الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري، إلى تشكيل إطار وطنيّ واسع يجمع الفصائل كافة لرفض المفاوضات وأي اتفاق سيتمخّض عنها، مضيفًا "سندعم ونتعاون لأجل ذلك، وسننجح في إسقاط تلك المؤامرة، فلا يقبل أي بلد عربيّ أن ينتهك أي شبر من أرضه".
وأكّد أبو زهري، أن ما تُسمّى بـ"خطة كيري"، أُعدّت بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينيّة، وما تبقى من ثوابت وحقوق الشعب الفلسطينيّ، فبعد 20  عامًا مرّت على المفاوضات، ماذا جنت لنا سوى السراب، فيما جدّد رفض حركته الاستمرار في تلك المفاوضات مع الاحتلال، وهي رسالة يجب أن تصل إلى وزير الخارجية الأميركية جون كيري وإسرائيل والسلطة، مُشدّدًا على أن "حماس" لن تسمح بأي اتفاق يمسّ بالحقوق.
وطالب القيادي الحمساوي، الرئيس محمود عباس بأن يُعلن انسحابه من المفاوضات، وقال في رسالة للمفاوض، "لم يفوّضكم أحد للحديث باسم الشعب ولا باسم (حماس) أو أي فصيل أخر، والتجربة أثبتت أن ما تتحدثون به هو مجرد شعارات، لماذا لا تصارحوا شعبكم بحقيقة ما يدور في المفاوضات السريّة، إذا كنتم صادقين اخرجوا لشعبكم وأعلنوا الحقيقة وقدموا التفاصيل، وشعبنا لن يقبل بالمساومة على حقوقه وثوابته، ونحن في (حماس) لن ندخر جهدًا بالحفاظ عليها، وللأسف قبل المفاوض الاستمرار في التورّط بها، وما نسمعه بين فينة وأخرى من المشاركين في تلك المفاوضات، من الطرف الفلسطينيّ خصوصًا، ما هو سوى شعارات فارغة، لتبرير الاستمرار بها وتسويغ أي اتفاق ممكن أن يتمخض عنها، فشعبنا لن ينخدع بتلك الشعارات، والأمور باتت واضحة، وهدف تلك المفاوضات إبقاء المفاوض يتفاوض لتمرير مشاريع خطرة، بينما الفصائل والشعب كله يُجمع على رفضها بشكل غير مسبوق".
وقال أبو زهري، "نسمع بين فينة وأخرى عروض شخصية من هنا وهناك عن المفاوضات، وخصوصًا القبول بقوات دوليّة بعد انسحاب الاحتلال، وهنا نعلن في حركة (حماس) أننا لن نقبل بتلك القوات وسنتعامل معها كاحتلال إسرائيليّ، وعلى كيري وغيره مراجعة مواقفهم، فنحن لم نفوّض أحدًا للمساس بحقوقنا".
وعن ملف المصالحة، نوه الناطق باسم "حماس"، إلى أن الحركة ذهبت إلى المصالحة وقدمت خطوات إيجابيّة لقطع الطريق على المفاوضات، ولكن للأسف في المقابل لم تُقدّم السلطة ولا "فتح" أية خطوة، سوى المزيد من تواصل الاعتقالات التعذيب، فالمصالحة ليست شعارات بل تنفيذ، وعليكم إذا أردتم مصالحة أن تتوقفوا عن الاعتقالات والتعذيب والتعاون الأمنيّ مع الاحتلال، والكرة الآن في ملعب "فتح" والسلطة، فـ"حماس" ماضية نحو تحقيق المصالحة.
جدير بالذكر أن المئات من انصار حركة "حماس"، تظاهروا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، رفضًا لخطة كيري داعين إلى إسقاطها.