المقاومة الفلسطينيّة تقصف البلدات المحتلة

غزة – محمد حبيب أطلقت المقاومة الفلسطينية، الأربعاء، ثلاثة صواريخ نحو البلدات الإسرائيلية، ردًا على جريمة الاغتيال، التي نفذها الطيران الصهيوني، في حق مقاومين، عقب منتصف الليل، دون أن يعلن أيّ تنظيم فلسطيني مسؤوليته، فيما كشف المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب عن وجود اتصالات، بغية تثبيت التهدئة، وفق تفاهمات القاهرة، التي وقعت في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
واستشهد مقاومان فلسطينيان، أحدهم من "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي، في قصف إسرائيلي استهدف السيارة التي كانا يستقلانها، في شارع السكة، في بلدة بيت حانون، شمال قطاع غزة.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أنَّ الشهيدين أحمد محمد الزعانين (21عامًا)، والشهيد محمد يوسف الزعانين (23عامًا)، وصلا أشلاء إلى مستشفى كمال عدوان، شمال القطاع.
وذكر شهود عيان أنَّ "طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخًا واحدًا صوب السيارة، ما أدى إلى إصابتها، وارتقاء الشهيدين على الفور".
وفي السياق ذاته، أكّد المتحدث باسم جيش العدو الصهيوني افيحاي ادرعي أنَّ "الجيش استهدف الناشط أحمد الزعانين، الذي كان مشغولًا هذه الأيام في إطلاق القذائف الصاروخية ضد إسرائيل، من قطاع غزة، والتخطيط لاعتداءات صاروخية أخرى"، وأضاف أنَّ "استهداف الزعانين أزال تهديدًا على الإسرائيليين"، لافتا إلى أنَّ "الجيش جاهز ومستعد لأيّ تصعيد، دون تردّد".
تجدر الإشارة إلى أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد هدّد المقاومة في قطاع غزة، مؤكّدًا قرب تنفيذ عملية عسكرية على قطاع غزة.
من جانبها، حمّلت الحكومة في غزة، خلال اجتماعها الأسبوعي، العدو الصهيوني مسؤولية أيّ تصعيد، وطالبته بتنفيذ استحقاق التهدئة، مؤكّدة حق المقاومة في الدفاع عن شعبها.
وكشف المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب عن وجود اتصالات، بغية تثبيت التهدئة، وفق تفاهمات القاهرة، التي وقعت في تشرين الثاني/نوفمبر 2012، موضحًا أنَّ "هناك اتصالات جرت بين حركتي الجهاد وحماس، إضافة إلى اتصال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية مع الأمني العام لحركة الجهاد الدكتور رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة، فضلاً عن الاتصالات التي أجراها مسؤولون مصريون مع الحركتين"، مشيرًا إلى أنَّ "إسرائيل تحاول فرض أمر واقع جديد قديم في ضوء الحصار، وإغلاق المعابر، وتعطي نفسها الحق في التدخل والتوغل في مناطق القطاع، وتمارس سياساتها ضد أيّ عمل مقاوم"، معتبرًا أنَّ "إسرائيل تحاول التنصل من اتفاق التهدئة عام 2012"، وأضاف "نحن في الجهاد والفصائل غير معنيين بالتصعيد، لكن إذا أصرت إسرائيل على الاستمرار بالصعيد والاغتيالات عليها تحمل المسؤولية".
وبشأن تهديدات نتنياهو، أكّد شهاب أنَّ "تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية لا تخفينا، والعدو استخدم واستنفد كل أسلحته ووسائله في قتلنا والتنكيل بنا".
وأكّد القيادي البارز في حركة "حماس" الدكتور صلاح البردويل أنَّ "حركته على أتم الجهوزية لردع أي حرب محتملة من الاحتلال على القطاع، وأنها لن تسمح له بمواصلة هواية استباحة الدم"، مستبعدًا في الوقت نفسه أن يقدم الاحتلال على حرب واسعة ضد  "حماس" في القطاع.
وحذّر البردويل، الأربعاء، من "خطورة إقدام الاحتلال على مثل هكذا خطوة، في ضوء الدعم الأميركي، والصمت العربي، الذين وفرا له غطاءً لمواصلة عدوانه على القطاع"، موضحًا أنَّ "الاحتلال لا يملك أدنى أخلاقيات، والمقاومة لن ترحم أحدًا يعتدي على أبناء شعبها".
وجدّد البردويل تأكيده وجود اتصالات مع الجانب المصري عبر جهاز المخابرات، مشيرًا إلى رفض مصر لأي عدوان على غزة، وموضحًا أنَّ "مصر نقلت إلى حماس المزاعم الإسرائيلية، بشأن وجود خروقات فردية"، مشددًا على أنَّ "الاحتلال ليس في حاجة إلى مبررات لشنّ عدوان على غزة".
وطالب الجنرال الإسرائيلي، والقائد السابق لوحدة "إنقاذ الجولان"، تسيفكا فوغل بشن حرب قاسية على غزة، بغية معاجلة جذور العمليات والاعتداءات التي تقوم بها المنظمات الفلسطينية في القطاع، محذّرًا من أنَّ "بقاء الأسد المتوقع في سورية، وحاجته إلى الاعتماد على الروس، والحكومة المتوقعة في لبنان، والقيادة غير المتهاونة لعبد الله في الأردن، والجنرال السيسي في مصر، والاتفاقات بين الدول الغربية وإيران، ستخنق أنابيب توريد الوسائل لعناصر المنظمات الإرهابية، وستقلص مساحتهم المعيشية، ما يعني استباقهم للوضع هذا بموجة محتملة من الإرهاب، باتت تنمو بشكل كبير وتتطلب مواجهتها بقوة"، حسب تعبيره.
ودعا الجنرال الإسرائيلي إلى "عدم الاكتفاء بعمليات اغتيال مركزة، بل المبادرة إلى سلسلة من العمليات المفاجئة والمؤلمة، وتوجيه الضربة القاضية لمن يرسلون الانتحاريين والإرهابيين"، معتبرًا أنَّ "حماس ستعرف بعدها أنَّ كل الاحتمالات انتهت، وأنَّ طاولة المفاوضات هي الخيار الوحيد المتبقي لها".
ويرى فوغل أنَّ "لا أحد سيهتم بما سيحدث لحماس حين تضربها إسرائيل"، مشيرًا إلى أنَّ "السياسة التي يتبعها الجيش وأجهزة الاستخبارات ضد نشاطات حركة حماس في غزة قد تخلق رادعًا لبعض الوقت، ولكنها لن توقف التهديد الإرهابي الذي يشوش حياة الإسرائيليين"، حسب وصفه.