الشيخ منصور بن زايد آل نهيان

أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة تقديمها مبلغ 60 مليون دولار إضافية لدعم الوضع الإنساني في سورية، وكانت الإمارات تعهدت بتقديم مبلغ 300 مليون دولار ليصبح ما تعهدت به دولة الإمارات 360 مليون دولار. جاء ذلك في كلمة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي يرأس وفد الدولة إلى " المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية"، الذي بدأ أعماله الأربعاء في دولة الكويت.
ويضم وفد الدولة إلى المؤتمر وزيرة التنمية والتعاون الدولي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش ووزير الدولة للشؤون المالية عبيد بن حميد الطاير ووزيرة الدولة ريم بنت إبراهيم الهاشمي.
وأكد منصور بن زايد أن مكانة الشعب السوري عزيزة على قلوب شعب دولة الإمارات وتحتضن دولة الإمارات الأربعاء أكثر من 200 ألف سوري يعيشون ويعملون في الدولة، واستجاب شعب الإمارات للنداء الذي أطلقه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للتبرع للشعب السوري في الشهر الماضي وتم جمع أكثر من 32 مليون دولار خلال ثلاثة أيام فقط وكانت الإمارات قدمت مساعدات إنسانية إلى السوريين تجاوزت حتى الآن 300 مليون دولار، استخدمت في بناء مخيمات للاجئين ومستشفيات ومدارس فضلا عن توفير المساعدات الغذائية وإقامة مشاريع أخرى، معربا عن سروره لأن يعلن استعداد الإمارات لتقديم تعهد آخر بمبلغ 60 مليون دولار إضافة إلى مبلغ الـ 300 مليون دولار الذي سبق أن تعهدت بلاده به.
ولفت إلى أن مصداقية جهودنا في تقديم الإغاثة والمساعدة للشعب السوري تستند بصورة أساسية إلى مبدأ تقديم المساعدات للجميع بغض النظر عن انتماءاتهم وإننا نرى أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة السورية إلا أن الشعب السوري لا يستطيع الانتظار لحين التوصل إلى ذلك الحل خاصة في ظل استمرار الظروف الإنسانية الصعبة واستمرار القتال وانتشاره.
وقال إننا بذلنا جهودا لدعم الشعب السوري في الجوانب كلها وتمكنا مع شركائنا في ألمانيا والولايات المتحدة وعدد من الدول المانحة الأخرى من إنشاء " الصندوق الائتماني لإعادة إعمار سورية" ولاسيما تمويل مشروعات إعادة بناء البنية التحتية الأساسية وبدأ الصندوق عملياته أخيرا وستتم الموافقة على أول مجموعة من المشاريع أثناء وجودنا هنا وقد نجحنا حتى الآن في جمع 50 مليون يورو ونهدف إلى جمع 100 مليون يورو في المرحلة الأولى من التمويل وتحقيقا لهذه الغاية سنعقد مؤتمراً لإعلان التبرعات للصندوق الائتماني في أبوظبي يوم 6 آذار/مارس وعلى الرغم من أن الصندوق ليس تحت مظلة الأمم المتحدة إلا أنه يدعم الجهود الإنسانية ذاتها التي تقوم بها المنظمة..ونتطلع مستقبلا للعمل مع الأمم المتحدة لدعم هذا الصندوق.
وأكد أنه وبعد مرور عام على انعقاد أول مؤتمر دولي للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية الذي نظمته أيضا دولة الكويت الشقيقة وحقق المؤتمر نجاحا باهرا تمثل في جمع أكثر من 5 ر1 مليار دولار، إلا أن التبرعات لا تتناسب وحجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها السوريون خاصة مع وجود أكثر من 2ر2 مليون نازح سوري في مخيمات اللاجئين في كل من تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر و العديد من الدول الأخرى في المنطقة إضافة إلى ارتفاع عدد المشردين داخل سوريا إلى ما يقارب 5 ر6 مليون شخص.
وأعرب عن تطلعه بكل أمل ورجاء إلى تكاتف جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل يتجاوز هذا الوضع المأساوي، كما نأمل أن تفضي المحادثات المقبلة المزمع عقدها في جنيف إلى كسر حالة الجمود والتوصل إلى حل سياسي بين الأطراف المتصارعة.