عناصر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي

عيّن أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال القياديين سعيد أبو مقاتل وعبد الرحمن الموريتاني أميرين على كتيبتي طارق بن زياد والفرقان، خلفا لعبد الحميد أبو زيد ومحمد الأمين ولد الحسن اللذين لقيا مصرعهما في حرب القوات المشتركة الفرنسية الأفريقية لتحرير شمال مالي من الجماعات الإسلامية المتطرفة.  وكشفت مصادر مطلعة من منطقة أزواد شمال مالي الاثنين، عن تغييرات حصلت في هرم كتيبتي طارق بن زياد والفرقان وهما من أقوى الكتائب في إمارة الصحراء لتنظيم القاعدة التي خاضت في الصحراء الجزائرية وشمال مالي وكان لها وجودها الميداني رفقة "الملثمون" التي كان يقودها مختار بلمختار.
واختار التنظيم بتزكية من درودكال القيادي سعيد أبو مقاتل الجزائري أميرا على كتيبة طارق بن زياد التي كان يقودها عبد الحميد أبو زيد التي لقي حتفه خلال المواجهات مع القوات الفرنسية في مدخل جبل "تغارغات" أقصى الشمال المالي، أثناء محاولة القوات الفرنسية والتشادية اقتحام معاقل المسلحين الإسلاميين هناك، وهو من المقاتلين الجزائريين الذين دخلوا صحراء أزواد خلال النصف الأول من العقد الماضي.
 واختار التنظيم الموريتاني عبد الرحمن المكنى "طلحة" (وهو من مواليد ليبيا)، أميرا لسرية الفرقان خلفا لأميرها السابق محمد الأمين ولد الحسن المكنى عبد الله الشنقطي الذي قتل في قصف للمروحيات الفرنسية في أزواد، ويعتبر طلحة الليبي من الموريتانيين الذين التحقوا بالتنظيم في شمال مالي بداية عام 2006، وعمل ضمن القادة الميدانيين للتنظيم الذين أسندت لهم مهمة السيطرة على مدينة تمبكتو في أزواد وحفظ الأمن فيها خلال الفترة ما بين نيسان/أبريل 2012 وكانون الثاني/يناير 2013 إبان سيطرة مقاتلي التنظيم عليها.
 ويحاول تنظيم القاعدة إعادة ترتيب وضعه الداخلي – حسب المحللين- بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في حربه الأخيرة في شمال مالي، وهي الاستراتيجية الجديدة التي يريد تبنيها عبد المالك درودكال بتنصيب قياديين ميدانيين لهم صيت وخبرة تحضيرا للمرحلة المقبلة التي أضحت أصعب من أي وقت سابق بعد التضييق المفروض على التنظيمات المتطرفة من طرف دول الساحل التي جيشت جيوشها للقضاء جذريا من آفة الإرهاب وفي مقدمتها الجزائر.