من إجتماع قادة دول الحلف الأطلسي " الناتو" في بروكسل

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن حلف الناتو "سيردّ" إن استخدمت روسيا أسلحة كيميائية في أوكرانية، من دون أن يوضح طبيعة الردّ.ونجح الرئيس الأميركي في إظهار وحدة صف بين العديد من القادة الغربيين في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا خلال ثلاث قمم شارك فيها في بروكسل الخميس، لكن النتائج العملية للاجتماعات المتتالية بدت محدودة، بعد شهر على انطلاق الغزو.
وخلال لقائه رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أكد بايدن أن "أهم ما ينبغي علينا القيام به في الغرب هو وحدة الصف". وحذّر من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "كان يراهن على انقسام" الحلف الأطلسي.
ورداً على سؤال أحد الصحافيين حول استمرار قصف أوكرانيا رغم العقوبات المالية على روسيا، قال بايدن: "لم أقل في الحقيقة أن العقوبات ستردع (بوتين). العقوبات لا تردع"، قائلاً إن العقوبات تهدف للتصدي للغزو الروسي إنما لـ"زيادة المعاناة" على نظام بوتين.
وجاء فين البيان المشترك الصادر عن بايدن و27 من القادة الاوروبيين أن المجتمعين "قاموا بمراجعة جهودهم المتواصلة لفرض تكلفة اقتصادية على روسيا وبيلاروس، واستعدادهم لتبني تدابير إضافية ووقف أي محاولات للالتفاف على العقوبات".
تركز النقاش العملي في بروكسل بشكل أكبر على الحؤول دون أن تتمكن موسكو من إيجاد طريقة للالتفاف على العقوبات السابقة، وعدم انجرار دول الناتو إلى الصراع كـ"طرف متحارب"، على حد قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وستعمل الدول الغربية على نشر المجموعات القتالية للحلف في دول بشرق اوروبا، للحؤول دون تمدد الحرب خارج أوكرانيا، من دون التدخل في النزاع في الداخل.
و نفت روسيا الجمعة أن تكون قد انتهكت القانون الدولي بعدما اتهمتها أوكرانيا باستخدام قنابل فوسفورية في إطار تدخلها العسكري في الدولة المجاورة.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بعد سؤال من أحد الصحافيين حول الاتهامات الأوكرانية باستخدام موسكو قنابل فوسفورية في أوكرانيا "لم تنتهك روسيا أي اتفاق دولي".
والقنابل الفوسفورية هي أسلحة حارقة يحظر استخدامها ضد المدنيين لكنها ليست محظرة ضد الأهداف العسكرية، بحسب اتفاق وقّع عام 1980 في جنيف.
جولة بايدن الأوروبية
وسيزور بايدن الجمعة بلدة "جيشوف" البولندية على بعد ثمانين كيلومترًا من الحدود الأوكرانية مع نظيره البولندي أندريه دودا. وتعهد الرئيس الأمريكي بتقديم مليار دولار كمساعدات إنسانية لأولئك المحاصرين في الصراع.
واستقبلت بولندا أكثر من مليوني شخص فارين من أوكرانيا، وهو عدد أكثر بكثير مما استقبله أي بلد آخر.
وسيتفقد بايدن الجنود الأميركيين المتمركزين في المنطقة من ضمن أكثر من مئة ألف عسكري أمريكي ينتشرون حالياً في أوروبا.
ويتوجه بعد ذلك إلى وارسو حيث يلقي خطاباً "حول جهود العالم الحر الموحدة لدعم الشعب الأوكراني" و"محاسبة روسيا على حربها الوحشية"، وفق البيت الأبيض.
وفي أوكرانيا يشهد الوضع المزيد من التدهور في مدينة ماريوبول المدمرة جراء القصف الروسي، إذ يتهم الأوكرانيون الروس بترحيل "جماعي" لآلاف من سكان المدينة إلى روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ألقى خطاباً الليلة الماضية أمام قمة المجلس الأوروبي في بروكسل، وتحدث عن الدمار والأضرار التي ألحقتها روسيا ببلده.
وأسفر الهجوم الروسي المستمر منذ شهر عن مقتل آلاف الأوكرانيين بينهم 121 طفلاً وتشريد 6,5 ملايين وتدمير أكثر من 4300 منزل، وفق آخر حصيلة أوردها زيلينسكي.
وشكر زيلينسكي الدول الأوروبية لتوحدها في دعمها لأوكرانيا، لكنه أشار إلى أن القادة الأوروبيين "تصرفوا بعد فوات الأوان" لوقف روسيا.
وأضاف: "أنتم فرضتم عقوبات، ونحن ممتنون لكم. هذه خطوات قوية. لكن الأوان كان متأخراً قليلاً. لقد كانت هناك فرصة"، مضيفاً أنها لو كانت عقوبات وقائية فربما لم تشن روسيا تلك الحرب.
كما أشار إلى إغلاق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم-2"، حيث قال إنه لو حُظر من قبل فإن "روسيا ما كانت لتخلق أزمة غاز".
وحث زيلينسكي على الموافقة على طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قائلاً "الآن أطلب منكم - لا تتأخروا".
وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات واسعة على روسيا عقب غزو أوكرانيا.
كما حذّرت هذه الدول موسكو من أن التكاليف التي تكبدتها ستزداد طالما امتد أمد الحرب.
ولكن حلف الناتو استبعد مرارا فرض منطقة حظر طيران في أوكرانيا، وقال إنه لن يرسل قوات إليها خوفا من تصعيد روسيا الصراع وتوسيع نطاقه.
وأكد الحلف على حق كييف في الدفاع عن النفس، ووعد بمواصلة تزويدها بالأسلحة.
وطلبت كييف من الاتحاد الأوروبي الجمعة إغلاق حدوده مع روسيا وبيلاروس، حليفة موسكو في الغزو الذي يشنّه الجيش الروسي على أوكرانيا منذ شهر.
وقالت وزارة البنى التحتية الأوكرانية في بيان "تقترح الوزارة على الاتحاد الأوروبي قطع الروابط البرية والبحرية تماما مع روسيا وبيلاروس" معتبرة أن هذه "التدابير الضرورية لوقف إمداد الدولة المعتدية بسلع قد تستخدم لأغراض عسكرية".
و قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون  إنه غير متفائل بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد سلام في أوكرانيا.
وأضاف جونسون: "أعتقد أنه قرر مضاعفة جهوده، ومحاولة التعامل مع المدن الكبرى في أوكرانيا على غرار غروزني"، وذلك في إشارة إلى مدينة غروزني الشيشانية التي قصفتها روسيا وحاصرتها في عامي 1999-2000.
و شجب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف العقوبات الغربية المفروضة على بلاده ووصفها بأنها "غبية".
وقال لوكالة أنباء مملوكة للدولة إن الإجراءات التي فُرضت منذ غزو أوكرانيا أدت فقط إلى تعزيز الدعم للحكومة الروسية.
وأضاف أن التاريخ أظهر أن القيود والمشقة كان لها أثر في توحيد الشعب الروسي، وليس تقسيمه.
وقوضت العقوبات الغربية قيمة العملة الروسية (الروبل)، وتسببت في فقدان أعداد كبيرة من الوظائف، وأغلقت إلى حد كبير بورصة موسكو.

قـــــــــــد يهمك أيضأ :

دعوات دولية تُطَالب الرئيس الأميركي بإعادة إدراج "ميليشيا الحوثي" على قائمة الإرهاب

بايدن يُهدد روسيا بعواقب خطيرة إذا هاجمت أوكرانيا