السفارة الاميركية في موسكو

أكدت السفارة الأميركية لدى موسكو أن الأخيرة طردت، الخميس، نائب السفير بارتل غورمان. وقالت السفارة الأميركية لدى روسيا إن الولايات المتحدة سترد على طرد غورمان. وأضافت أنها تعتبر طرد الدبلوماسي أمرا لا أساس له، لأنه يحمل تأشيرة سارية المفعول ولم تتجاوز إقامته في البلاد 3 سنوات.

وجاء الإعلان عن طرد الدبلوماسي بعد وقت قصير من زيارة السفير الأميركي، جون سوليفان مبنى وزارة الخارجية الروسية. واستغرقت زيارته 15 دقيقة ولم يدل بعدها بأي تعليق. ووفقا لصفحة غورمان على موقع السفارة الأمريكية على الإنترنت، فإنه كان يتولى "مسؤولية الجوانب الرئيسية في العلاقات الأميركية الروسية".

وبين عامي 2017- 2019 شغل غورمان منصب نائب مساعد وزير الخارجية ومساعد مدير التحقيق في مكتب الأمن الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الأميركية. ومن 2014 إلى 2016 ، كان رئيسا للأمن في البعثة الدبلوماسية الأميركية في موسكو، وكان قد عمل سابقا في كل من بغداد وعمّان.

وجاء طرد الدبلوماسي الأميركي في خضم الأزمة المشتعلة على الحدود مع أوكرانيا، وبدا أن هناك حلحلة محدودة للأزمة في وقت سابق اليوم، عندما قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن بلاده سترد علنا اليوم على المقترحات الأميركية بشأن الأمن في أوروبا. واعتبر البعض أن ذلك خطوة قد تفسح المجال لإجراء مفاوضات تنزع فتيل الأزمة.
وفي السياق ذاته حذر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الخميس، من أن روسيا قد تكون تسعى لأيجاد ذريعة للقيام بغزو بعد تقارير "مقلقة" عن عمليات قصف عند الخطوط الأمامية لأوكرانيا مع الانفصاليين المدعومين من موسكو.

وقال أوستن للصحفيين عقب اجتماع مع وزراء الدفاع في حلف شمال الأطلسي: "قلنا منذ بعض الوقت إن الروس قد يقومون بأمر مماثل من أجل تبرير نزاع عسكري. لذا سنراقب الأمر عن كثب"، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس".

وأضاف أن روسيا تعمل على زيادة حجم قواتها على الحدود مع أوكرانيا. وأشار إلى ارتفاع عدد الجنود الروس على الحدود مع أوكرانيا إلى أكثر من 150 ألفا ورغم ذلك، أكد وزير الدفاع الأميركي أن الحل الدبلوماسي للأزمة الأوكرانية لا يزال ممكنا.

وكانت أوكرانيا قالت في وقت سابق اليوم إن قرية في منطقة دونباس الحدودية مع روسيا تعرضت للقصف، كان مصدره الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لموسكو. وذكر وزير الخارجية الأوكراني، ديميارو كوليبا أن قرية ستانيتسيا لوهانسكا تعرضت للقصف بالأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى تضرر روضة أطفال فيها، مما أسفر عن وقوع إصابات. في المقابل، قال الموالون لموسكو إن القوات الأوكرانية فتحت النار على مناطق سكنية، متهمين كييف بتصعيد الموقف.

وحذرت روسيا من أن الوضع في دونباس يتفاقم. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن الأوضاع في دونباس تتصاعد. كما عبر عن أمله في أن يستخدم الغرب تأثيره على كييف لمنع المزيد من التصعيد.ونفى بيسكوف في إفادة صحافية، صحة تقارير أشارت إلى غزو روسي محتمل لأوكرانيا، لكنه قال إن بلاده تراقب الوضع عن كثب في منطقة دونباس الخاضعة لسيطرة المتمردين في الدولة السوفيتية السابقة.

وشدد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، على أن هذا القصف "انتهاك خطير" لاتفاقيات مينسك من قبل روسيا، داعيا جميع شركائها الدوليين لإدانته. كما أعلنت وزارة الدفاع في بيان إصابة جندي ومدنيين اثنين في القصف، مؤكدة أنها "سجلت 29 انتهاكا لوقف إطلاق النار من قبل قوات أشارت إلى أنها روسية من بينها 27 انتهاكا "باستخدام أسلحة محظورة بموجب اتفاقيات مينسك".

بدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه أبلغ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في اتصال هاتفي عن القصف الذي وصفه بأنه "استفزازي" لقرية ستانتسيا لوغانسكا في شرق البلاد. و أضاف عبر حسابه على تويتر أنه أطلع ميشيل على الوضع الأمني، وشكره على مبادرة مؤتمر المانحين لدعم بلاده.
أما عن التواجد الروسي في بيلاروسيا، وسط تصاعد التوتر مع أوكرانيا، فأوضح أنه لا يوجد حديث الآن عن استمرار تواجد الجيش الروسي في الأراضي البيلاروسية بعد انتهاء التدريبات. كما ذكر أنه على الرغم من أن بلاده بدأت سحب بعض قواتها التي استكملت التدريبات في المناطق المتاخمة للجارة الغربية، فإن العملية ستستغرق بعض الوقت.

في حين أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي، أن التدريبات ستنتهي في 20 فبراير.وكانت تلك التدريبات أثارت قلق كييف وحلف الناتو على السواء، لا سيما أنها أتت مع تصاعد التوتر، ووسط اتهامات غربية لموسكو بحشد أكثر من 150 ألف جندي على الحدود مع الجارة الغربية.

يشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت عمليات إطلاق نار متقطعة من كلا الطرفين في تلك المناطق التي يسيطر عليها المتمردون. إلا أن أي تصعيد حالي للصراع المستمر منذ سنوات مع انفصاليي دونباس، يمكن أن يذكي نيران التوتر المشتعلة أساسا بين روسيا والغرب في الوقت الحالي.

لاسيما أن الولايات المتحدة أكدت أكثر من مرة خلال الأيام الماضية أن موسكو قد تبحث عن ذريعة أو مبرر يفتح لها الطريق لغزو الأراضي الأوكرانية. كما حذر العديد من المراقبين من أن الروس قد يفتعلون ذرائع في الوقت الحالي من أجل تنفيذ عمليات تقدم نحو الأراضي الأوكرانية.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

أنطونيو غوتيريش يُحذر من نشوب نزاع عسكري جراء أزمة أوكرانيا

روسيا تنهي تدريباتها العسكرية على الحدود مع أوكرانيا وتعلن بدء سحب قواتها