الأرثوذكس المطران

أكّد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة أن الغلاء الفاحش أدخل المواطنين في يأس مظلم، قائلًا: "حالات الإنتحار تتزايد بين صفوف الشباب الذين لا يرون مستقبلا أمامهم. أين الرحمة والمستشفيات تئن بسبب انقطاع المعدات اللازمة والأدوية التي لا يستغنى عنها لمتابعة عمل الرحمة؟ أين الرحمة وأهل الأحياء المنكوبة لم يعودوا إلى منازلهم بعد، والشتاء يطرق أبوابهم المخلعة وسقوفهم المكشوفة؟ أين الرحمة والبطالة مستشريةٌ وكل القطاعات مهددةٌ بأشباح الإفلاس والإقفال؟ أين الرحمة في دولة مهترئة لم يعد فيها سوى بضعة كراس يتشبث بها الجالسون عليها، يتحكمون بمن بقي في أرض الوطن، إن بسبب الفقر أو لأنهم عازمون على البقاء في أرض آبائهم وأجدادهم".

 وسأل: "أهكذا يكون الحرص على حقوق المسيحيين كما يدعي البعض، أو على حقوق المواطنين بعامة؟ أليس عيب أن نميز بين مواطن وآخر وندعي حماية مواطن على حساب مواطن آخر؟"، مُشيرًا إلى أن "الإهمال وعدم المسؤولية وكل الأسباب المعروفة وغير المعروفة التي أدت إلى انفجار 4 آب فجرتها رغما عنها، فاختلطت أشلاؤها بأشلاء أبناء الأشرفية والرميل والجميزة والمناطق المحيطة بالمرفأ، وحتى اليوم لم يعرف أهلها نتيجة التحقيق، واللبنانيون في حزن وألم وغضب، ولم يبرد غضبهم اهتمامٌ من دولتهم واحتضانٌ من مسؤوليها. يتساءل البعض هل هناك من تحقيق؟ هل تعلمون أن هذا الإنفجار هو الثالث على مثال ما حدث في هيروشيما ونكازاكي؟ وبعد 4 آب ما عدنا سمعنا عن أي تحقيق على مستوى هذا الإنفجار والناس تنتظر لأن هذا الحدث يجعلك في أرق دائم وخوف. فهل الهدف إلغاء ذاكرة بيروت وتشريد أهلها؟".

ورأى أن ما نعيشه في لبنان حاليا ينذر بالأسوأ، وتابع: "سلموا لبنان الجريح إلى من يستطيع تضميد جراحه، ولا تنتحلوا صفة الجراح لأنكم تزيدون الجروح التهابا".