الرئيس اللبناني ميشال عون

لم تنظر أوساطٌ مطلعة بارتياحٍ إلى صعود عنوان "الخطر الغذائي" على لسان مسؤولين في "حزب الله"، وذلك بعد كلامٍ لرئيس الجمهورية ميشال عون اعتبر فيه أن "همّنا الأول الآن تحقيق الاكتفاء الغذائي للشعب الى جانب الأمن وسنقوم بهذا الواجب من ضمن قدرات الدولة التي باتت محدودة للغاية الآن".ورأت أن تظهيرَ هذا "الخطر"، إلى جانب ما يعكسه من حقائق مؤلمة على صعيد الوضع المعيشي للبنانيين الذين يواجهون التداعيات الكارثية لانهيار عملتهم الوطنية أمام الدولار والصعوبات المتزايدة في توفير "ممرات آمنة" مصرفيًا لاستيراد السلع، يؤشر إلى أن الائتلافَ الحاكم وبإزاء ما يعتبره محاولةً لـ"الإمساك بالبلد من اليد التي تؤلمه" ماليًا - اقتصاديًا قرّر المضيّ في مسار "حلولٍ من حواضر البيت" بعيدًا من ملامسة أصل المشكلة بشقيّها الإصلاحي والسياسي الذي يرتكز على "العمل بطريقة لا تجعل الحكومة رهينة لحزب الله"،  وفق السقف الأميركي الذي تلاقيه دول خليجية وأوروبية لم تعد ترى مفرًا من أن يختار لبنان بين المحور الإيراني أو الشرعيتين العربية والدولية لفتْح باب المساعدة له، وفق "الراي".

وفيما كانت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا تكمل نصاب هذا المناخ بما يشبه "نعي" المفاوضات مع بيروت حول برنامج تمويل إنقاذي بإعلانها "المناقشات مستمرة، لكن ليس لدينا أي سبب حتى الآن للقول إن هناك تقدمًا"، وصولًا إلى إشارتها المدجّجة بالدلالات حيال الأفق المقفل للوضع "الذي يفطر قلبي، لأن البلد له ثقافة قوية في ريادة الأعمال"، أبدت الأوساط المطلعة نفسها خشيةً من جرّ البلاد إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن واستدراج أزمة ديبلوماسية على خلفية الكلام العالي النبرة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا حيال "حزب الله" والذي أعقبه قرارٌ مثير للجدل لقاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح "منع بموجبه شيا من التصاريح الإعلامية، كما يمنع أي وسيلة إعلامية لبنانية من أخذ تصريح لها في هذا الإطار"، وهو ما تزامن مع حملة على موقع "تويتر" أطلقها نجل الأمين العام للحزب جواد حسن نصرالله ضدّ السفارة الأميركية ترافقتْ مع دعوات للتظاهر في محيطها اليوم باعتبارها "وكر التجسس وصنع المؤامرات والفتن".

قد يهمك ايضا:عون يٌحذّر من الطائفية التي تستغل الغضب من الأوضاع الاقتصادية اللبنانية  

الرئيس عون يستعرض هواجسه وقلقه من "الإستغلال والإنزلاق"