الفلسطينيون يحيّون الذكرى الـ13 لإنتفاضة الأقصى

غزة – محمد حبيب يحيي الفلسطينيون السبت، ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) التي اندلعت في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر/أيلول 2000، بعد أن استباح رئيس الوزراء الإسرائيلي "الأسبق" أرئيل شارون باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر ومحاولة التصدي له. هذا ودعت مجموعة فلسطينية الفلسطينيين والمتضامنين معهم والمتخصصين في المجال الالكتروني لاحياءالذكرى الـ 13 لانتفاضة الاقصى بالمشاركة في ‘هجوم’ الكتروني على المواقع الاسرائيلية.
ودعت ‘كتيبة غزة الإلكترونية’، أطياف الشعب الفلسطيني كافة، إلى المشاركة فيما أطلقت عليه ‘اليوم الأسود على المواقع والصفحات الإلكترونية الصهيونية’ السبت الذي يصادف الذكرى 13 لانتفاضة الأقصى.
وعلى وقع اغنية ‘يا جماهير الارض المحتلة’ بثت المجموعة اعلانا مصورا دعت فيه ‘الهاكرز المقاوم’ للمشاركة في الهجوم الالكتروني على المواقع الاسرائيلية.
وقالت المجموعة التي تطلق على نفسها اسم كتيبة غزة الإلكترونية: ‘إن "هذا اليوم سيكون يوم انتفاضة الأقصى الالكترونية’، مضيفةً ‘نعلن هذا اليوم، انتقاماً لدماء الشهداء وإحياءً لروح الثورة على المحتل’. ودعت المجموعة، خلال اعلانها المصور أعضاء الهكرز في جميع دول العالم الراغبين في الانضمام إلى الحملة المذكورة للتواصل معهم عبر صفحتهم على الفيس بوك"، مؤكدةً "توثيقها لجميع عمليات قرصنتها في ذلك اليوم، ومتوعدًة بالكثير من المفاجآت".
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس في ذكرى الانتفاضة الثالة أنها لن نعترف بأية اتفاقية أو وعود تقود إلى الاعتراف بـ"إسرائيل", وعدم التنازل عن الحقوق والمقدسات والتفريط بأي شكل من الأشكال.
وقالت الحركة في بيان وصل "العرب اليوم" نسخة عنه صباح اليوم السبت" لن نعترف بأيّة اتفاقية أو وعود تقود إلى الاعتراف بـ"إسرائيل"، ولن نعترف بأيّة اتفاقية تبرم معه على حساب التنازل عن أرضنا وحقوقنا وثوابتنا ومقدساتنا؛ ففلسطين كل فلسطين من بحرها إلى نهرها ملك لشعبنا الفلسطيني وأمتنا، وليس لمغتصب أيّ حق في ذرة تراب من أرضها".
وأشارت إلى أنَّ "المفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي تشكّلان غطاءً لاستمرار جرائم الاحتلال ضد أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، وندعو الفصائل والقوى الفلسطينية إلى رفض مسار هذه المفاوضات العبثية التي ثبت عقمها وفشها في تحقيق تطلعات شعبنا ولم تجلب له سوى المزيد من التفريط والضياع والفرقة، وأمام جرائم الاحتلال ومخططاته".
ودعت حركة حماس "حركة فتح لتحمّل مسؤولياتها بوقف المفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو والعودة إلى خيار المقاومة والمصالحة الوطنية ووحدة الصف الفلسطيني".
وأكدت أن "مخططات الاحتلال لتهويد القدس وتقسيم الأقصى ومحاولات بناء الهيكل لن تفلح في طمس الحقائق التاريخية وستفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني, موضحةً أن القدس ستبقى مدينة عربية إسلامية وعاصمة لدولة فلسطين، و"سيبقى المسجد الأقصى المبارك رمزاً إسلامياً خالصاً وشوكة في حلق الإسرائيليين".
وجددت الحركة تأكيدها على أن "المقاومة هي الخيار الاستراتيجي الوحيد القادر على دحر الاحتلال"، وقالت" إنَّ المقاومة بأشكالها كافة وعلى رأسها المقاومة المسلّحة هي الخيار الاستراتيجي الوحيد القادر على دحر الاحتلال من أرضنا، وهي الرّد الأمثل على جرائم الاحتلال المتواصلة في الضفة الغربية والقدس اللتين يتعرض أهلهما لاعتداءات يومية واستباحة وتنكيل إجرامي وعنصري.. فما أُخذ بالقوّة لا يُسترد إلاّ بالقوّة".
وناشدت "أخوة الرّباط في القدس وأكناف بيت المقدس إلى استمرار شدّ الرّحال إلى الأقصى ومواصلة ّيهم لجرائم الاحتلال، مطالبةً الأمة العربية والإسلامية و جماهير شعبنا الفلسطيني إلى حشد الطاقات وتفعيل تحرّكاتهم دفاعاً ونصرة للقدس والأقصى".
وطالبت الحركة في بيانها "جمهورية مصر العربية برفع الحصار عن غزة, مؤكدةً أن الحصار الجائر على غزّة والعدوان عليها وتشويه صورة المقاومة فيها والتحريض المستمر ضد المقاومة لا يصّب إلاّ ير بالذكر أن مجموعة من القراصنة الفلسطينيين والعرب شنّت هجمة الكترونية موحدة مطلع العام الجاري على عدد من المواقع الاسرائيلية، ما تسبب في وقف الكثير منها."
هذا وتعيد ذكريات الانتفاضة الى أذهان الفلسطينيين دخول رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق أرئيل شارون المسجد الأقصى وتجوله في ساحاته ما أثار استفزاز المصليين الفلسطينيين فاندلعت المواجهات بين المصليين وجنود الاحتلال في ساحات المسجد فسقط 7 شهداء وجرح 250، فيما أصيب 13 جندياً "إسرائيلي" وكانت هذه بداية شرارة الانتفاضة.
وقد تخللت سنوات الانتفاضة العدد من المواجهات بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" كَبَدت الاحتلال خسائر كبيرة، شملت مقتل عشرات المستوطنين وجنود الاحتلال، وتدمير عدد من الجيبات العسكرية ودبابات ومدرعات للاحتلال. كما استهدفت قوات الاحتلال قطاع غزة، بالعديد من العمليات العسكرية والاجتياحات، منها ما سمي بعملية "الدرع الواقي" و"أمطار الصيف" و"الرصاص المصبوب"، والتي راح خلالها الآلاف من الشهداء والجرحى.
وخفت حدة هذه الانتفاضة التي راح ضحيتها أكثر من 6000 شهيداً، فيما أصيب أكثر من 500 ألف جريح، حتى تم تطبيق ما تسمى "خطة فك الارتباط أحادي الجانب"، في عام 2005، حيث تم بموجبها إخلاء المستوطنات "الإسرائيلية" ومواقع جيش الاحتلال من قطاع غزة.
وقد استهدفت "إسرائيل" خلال انتفاضة الأقصى أبرز قيادات الصف الأول من القادة الفلسطينيين باغتيالهم، أمثال الرئيس ياسر عرفات، وقادة حركة حماس الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي واسماعيل أبو شنب وصلاح شحادة، والأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى.
وعلى صعيد المقاومة الفلسطينية، وخلال انتفاضة الأقصى تميزت بالتطور والتقدم، فصنعت أنواع من الصواريخ المختلفة التي استخدمتها فيما بعد في المقاومة ضد "إسرائيل"، وقصف مدن الاحتلال، وخلق نوع من التوازن في الرعب.
وخلالها، اغتالت الجبهة الشعبية، وزير السياحة "الإسرائيلي" (زئيفي)، فيما قتل العشرات من القتلى الصهاينة خلال اجتياحات المدن الفلسطينية والاشتباك مع رجال المقاومة وعمليات المقاومة النوعية، أبرزها كان مقتل 58 جندياً "إسرائيلياً" من بينهم قائد وحدة الهبوط المظلي "الإسرائيلي" (الكوماندوز) في معركة مخيم جنين، فضلاً عن جرح 142 آخرين.
انتفاضة الأقصى بدأت وأشعلت شرارة الشهادة والمقاومة والدفاع عن المقدسات، لتعلن أن الشعب الفلسطيني، لن يتنازل عن مقدساته وأرضه بسهولة، وسيقاوم حتى تحرير كامل أرضه من دنس الاحتلال، في ظل الانتهاكات المستمرة بحق المسجد الأقصى واقتحامات المستوطنين المتكررة.