"حزب الله"

عمد حزب الله في الفترة الأخيرة غلى سياسة التهدئة في لبنان، وتحديدًا على جبهة الصراع مع إسرائيل، وامتنع عن الرد على هجمات وغارات متتالية على مواقعه في سورية، وعلى شحنات الأسلحة التي ينقلها إلى لبنان، وفوق ذلك سكوته عن الاغتيالات التي طالت قادة في صفوفه حيث يشتبه ضلوع المخابرات الإسرائيلية خلف ذلك.

وهذا السلوك المهادن لـ"حزب الله"، وفق المراقبين فرضته الأوضاع المضطربة في كل من لبنان وسوريا، اذ ابعدت طهران هاتين الساحتين عن المواجهة التي انطلقت اثر اغتيال سليماني بحيث حصرت الرد الانتقامي على الاراضي العراقية حصرا، وتحديدا بقصف احدى القواعد الاميركية (عين الاسد) بنفسها، كما كلفت طهران الميليشيات التابعة لها هناك والمعروفة بالحشد الشعبي باستهداف قواعد اخرى بصواريخ صغيرة .

لعل الطارئ المستجد، ظهور تنظيم "عصبة الثائرين" على الساحة العراقية بولادة متشابهة لنشوء "حزب الله" في لبنان العام 1982 و رفع لواء دحر إسرائيل من لبنان، حيث يرفع التنظيم الجديد شعار هزيمة أميركا عسكريا و طردها من العراق.
توسيع رقعة نفوذ نصرالله و تحويله رمزا لمحمور المقاومة إقليميا يفرض على "حزب الله" تحديات جسام لا بد من الاحتساب لاردتداتها على الوضع الداخلي في لبنان، في ضوء اسراع الخطى والاندفاع نحو السياسة الايرانية.

في ضوء ذلك، تفيد المعلومات الآتية من بغداد بأن "حزب الله" على غرار الحرب السورية وعكس توجهاته في لبنان سينخرط في التصعيد المستجد على الساحة العراقية جراء خصوصيتها كما رمزيتها للمشروع الإقليمي ومجاورتها ايران، وثانيا لأن العراق يشهد نزاعا سياسيا حادا يتمثل بتشكيل الحكومة هناك، لكن على اساسه سيتحدد حجم نفوذ الاطراف الاقليمية والدولية، وثالثا لان غياب السلطة المركزية في هذا البلد يحجب الى حد كبير ازمة انتشار كورونا ضمن مثلث طهران - بغداد - دمشق وهو العامل المستجد الذي قد يؤدي إلى إعادة النظر بكل خرائط المنطقة و العالم.

قد يهمك أيضا:

"التقدّمي الاشتراكي" يواصل جهود الحد للحدّ من انتشار "كورونا" في لبنان

لبنان ينتقل إلى أعلى درجات التأهّب مع تفشي فيروس "كورونا"