قالوا نسائم الربيع تهفهف من جديد فوق سما بلادنا
تنهدنا وقلنا : يا هلا بحرية الأرواح
هل آن الآوان لسطوع شمس العدالة ؟
هل العقول المتقوقعة ستخرج من سربها لتنال حريتها وتدافع عن حقها بالحياة ؟

طال الانتظار وعيوننا تترقب الانفراج وقلوبنا يتمطرها الشغف لنيل حريتها وتحرير عقولها من قيودٍ أنهكتها أزمانا

انتظرنا وانتظرنا وما كنّا ننتظر إلاّ اوهاماً واهيةً خاطتها عقول مدمرة ونفذتها ارواح مبعثرة وقلوب صمّاء لا تفقه من الانسانية لغةً

والانتظار طال ونحن ننتظر  
وتبدّل الربيع حتى اصبح خريفا ليس للونه لوناً يُميَّز  ُ،
وكأن صمتا آخر للحرية طرق بابهُ
وزمنا جديداً للعبودية بدأْ

مُسميات غريبة تغلّفت قَيمُنا وأخلاقنا حتى بات كل شيئ مُباح

ومقولة ميكافيلي الشهيرة ( الغاية تُبرر الوسيلة ) تجسدت كدستورٍ في عقول وقلوب مريضة ، ما ان أصبح الحكم بقبضة يدهم حتى جعلوه أساس حكمهم وطاحو وأطاحوا بكلّ ما من شأنه الوقوف بوجه تحقيق غاياتهم ، حتى بِتنا مجرد أجسادٍ فارغة  يُثقلها الجهل ، حيث لا روح ولا قلب ، وعقولٍ صمّاء وأفواهٍ لا تنطق ، وإنْ نطقت كان صخراً .


*نجوى قاسم سالم كاتبة فلسطينية مقيمة في لبنان