تقترب المغربية نادية سمينات التي شاركت قبل سنوات  في اختبارات ملكة جمال بلجيكا المعروفة باسم (Handelsgids)، وظهرت بملابس داخلية أمام أعضاء لجنة التحكيم والعموم من رئاسة الحكومة البلجيكية، وليس في الأمر ما يدعو إلى الاستغراب أو الدهشة، فالشابة  ذات الأصول المغربية، هي اليوم تدخل التاريخ من بابه الواسع وتتربع على عرش قيادة مدينة كبيرة لا تبعد عن العاصمة بروكسيل إلا ببضع كيلومترات، لتكون بذلك العمدة الأولى من أصل مغربي في بلجيكا، متولية بصفتها عضو الحزب "الانفصالي الفلاماني"، عمادة مدينة لوندرزيل، وهو الحزب الذي بات يشق طريقه في الحياة السياسية البلجيكية بفضل مواقفه الداعية إلى الاهتمام بأوضاع المواطن البلجيكي. وتأمل نادية الحاصلة  على دبلوم في فقه اللغة الرومانية من الجامعة الفلامانية في بروكسيل (VUB)، في مواصلة العمل من أجل تسلق سلم المناصب، وهدفها الأسمى إزالة الصورة السلبية والنمطية عن المهاجرين المغاربة المسلمين، والتأكيد على أن هؤلاء المهاجرين ليسوا بالصورة المبتذلة التي ينقلها عنهم الإعلام الأوروبي أو تقارير الأحزاب المتطرفة التي تنظر إليهم كقنابل قابلة للانفجار في أي لحظة، لقد بات الكثير من الأوروبيين ينظرون إلى أبناء المهاجرين كمواطنين فعليين وقادرين على تدبير شؤون الحياة اليومية من موقع المسؤولية أيضا، وهو ما تبدى بشكل واضح في اعتماد الرئيس الفرنسي الحالي على وجوه مغربية من المهاجرين وتكليفهم بحقائب وزارية مهمة.  بينما آثرت بعض وسائل الإعلام الغربية المناهضة للعرب والمغاربيين التذكير بماضي المغربية كانت قد شنت حملة في عدد من المجلات كوجه دعائي لملابس داخلية نسائية، وتحاشت الإشارة إلى نضالها السياسي والاجتماعي الذي مكنها من أن تحظى بثقة ناخبين بلجيكيين ومنتخبين من أطياف سياسية معروفة في بلجيكا.