رغم المعاناة والضغط النفسي والبدني وتواضع المردودية المادية ونظرة المجتمع، تخوض نساء موريتانيات غمار مهنة الصيد البحري بملحمية وتفرضن منافسة قوية على الرجال حيث أصبحت مهنة البحر نسائية أيضًا. إذا كان معظم البشر يتفقون على صدق المقولة التي تفيد بان "العمل شرف" فإن دلالة تلك المقولة تتجسد أكثر من خلال ما يلحظه الزائر العادي لشاطئ المحيط الأطلسي غرب العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث تزاحم بعض النسوة الموريتانيات رجال الصيد"التوبولا tobola" في ممارسة مهنة احتكرها الرجال لعقود طويلة وهي الصيد البحري الشاطئي بل واحتكار تزويد أسواق مدينة نواكشوط بالسمك وما يقتضيه ذلك من تخصص في شفط تلك المادة وتقطيعها وتمييز أنواعها، وذلك رغم المعاناة النفسية والبدنية وقلة المردودية المالية ونظرة المجتمع القاسية أحيانا. لكن غالبية هؤلاء النسوة اللواتي يعرفن محليا بـ"أنجايات"يتفقن في النهاية على أنه ليست هنالك مهنة خاصة بالرجال، وأن المرأة ليست بالضرورة أقل تحملا من الرجل خاصة إذا لم يكن أمامها أي خيار لممارسة عمل آخر لإعالة أسرتها الفقيرة"حسب ما تقول البحارة أم الخير منت سليمان التي أفادت بأنها تمارس هذه المهنة منذ 12 سنة. وهي تعترف بأن ظروف الفقر وضغط الحاجة الملحة هي ما يدفع غالبية البحارات "أنجايات "إلى مزاولة مهنة عرفت للرجال فقط.