شيرين عبدالسلام وهيروتاكا يوسف سوزوكي

سلط موقع "nippon.com" الياباني، الضوء على تجربة زواج فتاة مصرية تدعى" شيرين عبدالسلام"، من رجل ياباني يدعى" هيروتاكا يوسف سوزوكي" في طوكيو، وكيف تغلبا على العديد من المشاكل والصعاب التي قابلتهم في حياتهما سواء عندما كانا في مصر أو بعد انتقالهم للمعيشة في اليابان، مؤكدًا أن الزواج من شخص أجنبي أو أجنبية يفرض تحدياتٍ جديدة على الزوجين نظرًا لوجود اختلافات شتّى في اللغة والدين والثقافة.

واستهل الموقع القصة بالتعريف بالزوجين، حيث أن هيروتاكا من مواليد عام ١٩٧٨ في محافظة تشيبا الواقعة شرقيّ العاصمة اليابانية طوكيو، وفي إطار برنامج الدراسة بالخارج التابع لجامعة تاكوشوكو وأثناء دراسته بجامعة القاهرة التي درس بها، قابل "شيرين" حين كانت في عامها الدراسي الثاني بقسم اللغة اليابانية في ذات الجامعة بمصر.

وفي يونيو ٢٠٠١، مع تخرج شيرين من الجامعة، أقاما حفل زفافهما بالقاهرة، وكان "هيروتاكا" اعتنق الإسلام أثناء دراسته في مصر. ثم استكمل دراسته باللغة العربية بين عامي ٢٠١٥ و٢٠١٧ في المعهد العربي الإسلامي في طوكيو، كما أنه أمضى قرابة العشرة أعوام بعد عودته لليابان يعمل كموظف في شركة، وهو يعمل حاليًا كمترجم مستقل.

أمّا "شيرين فهي ولدت في القاهرة عام ١٩٨١ وتعمل حاليًا في طوكيو لدى جهة ذات علاقة بالعالم العربي وذلك بعد الخوض في عدة تجارب تتعلق بأعمال الترجمة الكتابية والشفوية، والعمل أيضًا بمدرسة لتعليم اللغة اليابانية، وكان الزوجان قد غادرا القاهرة عام ٢٠٠٣ بعد اندلاع حرب العراق، وتعيش هذه الأسرة الآن في محافظة تشيبا وهي مُكَوّنّة من ستة أفراد تضم ثلاثة أولاد أكبرهم عمره ۱٤ عامًا وفتاةً واحدة.

وقالت شيرين "لقد اختار الله لي هذا الطريق، لذا يجب عَليَّ أن أتوكلَ عليه وأن أجتهد"، مضيفة "لقد بدأت هذا ”الطريق“ الذي لم تكن لتتخيله من قبل، حين قابلت سوزوكي هيروتاكا في سبتمبر عام ١٩٩٩، فقد قام أحد أصدقائها في إحدى ردهات كلية الآداب بجامعة القاهرة أمام قسم اللغة اليابانية بتقديمه لها، والذي كان قد أتى لمصر آنذاك للدراسة في إطار برنامج تبادل طلابي مع جامعة يابانية.

تخصصت شيرين في اللغة اليابانية بعد أن نصحها والدها باكتساب الإلمام بلغةٍ أخرى جديدة غير اللغة الإنجليزية، ولكنها في البداية لم تكن مهتمة بدراسة اللغة اليابانية حتى قابلت هيروتاكا، ولعل ما حفزها على ذلك كانت الرغبة في تبادل الأفكار من جانب والتفاهم من جانب آخر مع هيروتاكا والذي كان قد بدأ لتوه دراسة اللغة العربية كما أنه لم يكن يُتقن المحادثة باللغة الإنجليزية ومع ذلك فَلَم يكن الدافع لتَعَلّم اللغة سوى ”الشعور بالضيق من عدم القدرة على التواصل“ دون أن يُعزى ذلك إلى وجود إعجاب خاص.

وأضافت شيرين "لقد رغبت أن يتذوق هيروتاكا الطعام المصري الذي تعده والدتي، لذا دعوته لزيارة منزلي، ظن جدي وجدتي اللذان كانا يعيشان معنا بنفس المنزل أن دعوتي لرجل لزيارتنا بالمنزل، لا بد وأنها تعني وجود قصة حب بيننا. لكن في الحقيقة لم يكن لدي أي نية مشابهة، وكنت أريد فقط أن يتعرف هذا الشخص الياباني على الثقافة المصرية".

وتابعت شيرين "بمعنى آخر فإنَّ أيًّا من الطرفين لم يقم بالإفصاح عن ”رغبته في الارتباط“ بالطرف الأخر لكن من دون أن نشعر يبدو أن الأمر حَظِيَ باعتراف رسمي من المحيطين، وعقدنا حفل الخطبة بعد مضي عشرة أشهر على التعارف".

فيما يقول هيروتاكا "لم أكن أعلم وقتها أن الخطبة في مصر تقابل الزواج في نظر المجتمع والناس حتى وإن ظل الوضع رسميًا على الورق من دون زواج، لكن عندما قررت العودة لليابان بعد إتمام الدراسة بمصر لمدة عام، أبلغتها بالرغبة في الزواج حين أعود لمصر مرة أخرى بعد التخرج من الجامعة في اليابان".

بعد إتمام مراسم الخطبة مضى الزوجان إلى الزواج وعلى الرغم من كثرة الخلافات الزوجية حتى الآن، إلا أن الاثنين يرتبطان بعلاقة وثيقة من الثقة المتبادلة.