يضفر المخرج جليندين إيفنز أو ينسج خيطين رئيسين، أحدهما يتعلق بالبشر والآخر بالحيوانات، يتقاطعان ليخلقا دراما إنسانية مؤثرة في فيلم Penguin Bloom، حيث نتعلم الحكمة ونستمد الأمل، ونحب الحياة من جديد بفضل طائر جريح.
 
الفيلم ترنيمة رائعة للأمل والحياة كان يجب أن تكون أقوى لو تكلمت الكاميرا بدلاً من الرواي.
تبدأ الأحداث بسقوط الزوجة والأم لثلاثة أطفال سام بلوم «نعومي واتس» من حافة سقف متهالك، أثناء إجازة في تايلاند، وتصاب بالشلل.

تصاب المرأة بالاكتئاب بعد أن تبدلت حياتها تماماً من امرأة محبة للسفر والتزلج والمرح والحياة إلى أخرى حبيسة كرسي متحرك، ما يدفعها لهوة الإحباط واليأس والاكتئاب، ويدفعها للتفكير في جدوى حياتها، وتنتابها أفكار الانتحار.
 
 
ولكن الأمور تتغير تماماً، بعد شهور من الحادث، عندما يحضر زوجها كميرون «أندرو لنكولن» وأبناؤها الثلاثة جريفين موراي، فليكس كاميرون، وابي كليفورد، طائراً صغيراً مصاباً أسموه بنجوين، على أمل أن يراعوه ويجعلوه يتماثل للشفاء.
 
 
تنشأ صلة غير متوقعة بين سام بلوم وبنجوين، وبالفعل، يستطيع الطائر التحليق مرة أخرى، ليمنح الأمل في الشفاء والحياة للزوجة المقعدة على كرسي متحرك، بعد أن تحطمت روحها وتملك منها اليأس.

بنجوين بلوم يحكي قصة مدهشة للحياة من جديد، والتعافي عندما تجد امرأة يائسة بائسة الأمل والمعنى في الحياة من حب أسرتها، ومن طائر جريح.
 
 
الفيلم ليس به ميلودراما أو خيال لأنه ببساطة مقتبس من قصة حقيقية أوردها كتاب كاميرون بلوم وبرادلي تريفور جريف، وهي تذكرنا بفيلم لطيف آخر هو healing أو لكريج موناهان الذي عرض عام 2014، واستوحى أحداثه من الحياة الواقعية لسجناء كانوا يعملون في مشفى أو ملجأ للطيور الجارحة المصابة.
فكرة أن يكون الحيوان أو الطير مرآة لنفوسنا وحياتنا أمر رائع وله أوجه متعددة، ولكن المشكلة أن المخرج اختار الطريق السهل في السرد بالكلمات بدلاً من أن يدع التصوير يحكي القصة وتداعياتها داخل النفس البشرية.

كان يجب هنا أن تتكلم الكاميرا بدلاً من الراوي، لكي نمتع عيوننا بمشاهد بصرية وحوارات ذاتية أو صامتة بين إنسانة وطائر تتشابه ظروفهما إلى حد بعيد.
 
الطريف أن المخرج استعان بأكثر من طائر متشابه تولى شخص متخصص تدريبها وقيادتها، وجعلنا نتعاطف معها بشدة عندما وضع بنجوين نفسه في موقف مؤلم وكأنه تحول أيضاً إلى أحد أفراد أسرة كل مشاهد.
في المقابل، استطاعت ناعومي واتس أن تجعلنا نتفاعل معها في لحظات انكسارها ونهضتها، نحزن ونلتمس لها العذر في أفكارها اليائسة، ثم نفرح عندما تعاود التجديف مرة أخرى في النصف الثاني من الفيلم في أداء قوي.

الفيلم إخراج دليندين إيفن، وبطولة: نعومي واتس، أندرو لنكولن، جريفين موراي، ابي كليفورد، فليكس كاميرون، وجاكي ويفر.