تتجه الأنظار هذه الأيام إلى سوق «الجردة» وسط مدينة «بريدة»، حيث يستقبل السوق يومياً أطناناً من الجراد، يقابلها طلب متزايد من «عشّاق الجراد»؛ مما أعطى للسوق حركة دؤوبة ونشطة لافتة للأنظار. ويتكون الجراد من دورة دموية بسيطة وهي عبارة عن أنبوب رقيق أو تجويف دموي (haemocoel) يبدأ من المخ وينتهي بأسفل الجسم، ويغلظ في أجزاء ظهرية تسمى جيوب (sinuses) تمثل القلب غير المتطور، وتُعد هذه الجيوب مخازن مؤقتة للدم، ويوجد لها فتحات تمرر الدم عبر الأنسجة، وعند بداية الجناحين تجويفان يمثلان أعضاء دموية نابضة مساعدة تكون مقام القلب المتطور في دفع الدم للجناحين، ويتميز الجهاز الدموي في الجراد وبقية الحشرات بأنّه نظام مفتوح وليس مغلقاً؛ وذلك يعني عدم احتفاظ الحشرة بالدم داخل الأوعية الدموية، والدم القليل الموجود في الجراد غير مسؤول عن تبادل الأكسجين ويقتصر فقط على تبادل الغذاء بين أنسجة الجسم والجهاز الدوراني. ويوصف الجراد أنه أكثر المقوّيات فاعلية -حسب مختصين في العلاج بالأعشاب-، كما أنّ البعض يرى فيه علاجاً ل»الروماتيزم»، وآلام الظهر، وتأخر نمو الأطفال، ويحفظ الجراد مجففاً ليؤكل بعد أكثر من عام بعد صيده. وسبق وأن حذّر الأطباء من تناول الجراد؛ بسبب احتمال تعرّضه للرش بالمبيدات الحشرية أو أدوية أخرى، وحصول مضاعفات خطيرة، إذ لا يسلم أبداً من احتمال تعرّضه لكمية ولو قليلة جداً من أي مبيد، سواء كان موجوداً على أوراق الأشجار التي تعالج أو يتم رشه مباشرة بالمبيدات، وهو ما قد يؤدي إلى تعرّض جسم من يتناول الجراد لخطر التسمّم.