جددت المنظمة العالمية للتغذية "الفاو" تحذيرها للجزائر بشأن ظاهرة اكتساح العمران للأراضي الزراعية، مذكرة أن تمادي السلطات الجزائرية في تحويل الأراضي الفلاحية واستغلالها لإنجاز مباني سكنية ومنشآت اقتصادية يقلص من حجم إنتاجها ويزيد من تبعيتها للخارج. وأكد ممثل "الفاو" في الجزائر، نبيل عساف، الأحد، لوسائل الإعلام، أن المنظمة توصي السلطات الجزائرية بإنجاز الأبراج للقضاء على أزمة السكن بدلا من سياسة التوسّع العمراني على حساب الأراضي الفلاحية، والذي يؤدّي لا محالة إلى مضاعفة حدة التبعية الغذائية للخارج وخلق أزمة في المنتجات الفلاحية. وأوضح عساف، أن الجزائر مدرجة ضمن قائمة الدول الغنية، ولديها إمكانات وما ينقصها إلا المساعدة التقنية التي ستكون على حساب المنظمة العالمية للتغذية، وبالتالي فهي مطالبة اليوم بإقراض المنظمة مبالغ مالية من أجل التنمية في بلدان أخرى أو دعم الصندوق الإفريقي للتنمية. من جهة أخرى، تطرق ممثل المنظمة في الجزائر إمكانيتها توفير أمنها الغذائي مصرحا أن "الإحصاء الفلاحي للأشخاص والأراضي الفلاحية الذي ستباشره المنظمة العالمية لتغذية بدءا من 2013 سيكشف عمّا إن كان للجزائر قدرات على توفير أمنها الغذائي". ونوّه عساف إلى ضرورة دعم السلطات الجزائرية للفلاحين الصغار والاستماع إلى مشاكلهم واللجوء إلى ري المنتوجات الفلاحية بدلا من الاعتماد على الظروف المناخية.