لويس سواريز

عاد النجم الأوروغوياني لويس سواريز إلى عاداته السيئة القديمة رافضًا التوبة، وظهر خلال المباريات الأخيرة متوترًا وخشنًا في التعامل مع المنافسين.
ففي الخامس من كانون الأول/ديسمبر الماضي، دهس سواريز قدم التونسي أيمن عبد النور في مباراة فالنسيا، وبعد أربعة أسابيع فقط، الأربعاء الماضي، تهجم على لاعبي إسبانيول في الممر المؤدي إلى غرف تبديل الملابس، وأشبعهم وابلًا من الشتائم، ليضيف كل هذا إلى "تاريخ من العنف" خلال مسيرته.

وكانت لجنة العقوبات في الاتحاد الإسباني لكرة القدم أعلنت إيقاف اللاعب لمدة مباراتين في كأس الملك، على خلفية أحداث مباراة إسبانيول، في حين قال نادي برشلونة إنه لن يقبل العقوبة وسيقوم بالاستئناف.

وجاء في تقرير حكم المباراة، خوان مارتينيز مونويرا، أنه بينما كان لاعبو إسبانيول يصعدون الدرج باتجاه غرفة الملابس، كان سواريز ينتظرهم، وقال لهم "أنا هنا أنتظركم، تعالوا، إنكم حثالة"، ما أدى إلى مواجهة بين لاعبي الفريقين، وأجبر عناصر الأمن وجهازي الفريقين على التدخل.

وفاز برشلونة على جاره الكاتالوني الآخر 4-1 على استاد نوكامب، بعد مباراة عصيبة شهدت احتكاكات أكثر من مرة، فضلًا عن طرد لاعبين من إسبانيول؛ هما هرنان بيريز في الدقيقة 72، والسنغالي بابا ديوب في الدقيقة 76، كما داس الحارس بو لوبيز عامدًا على قدم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكن الحكم لم يشاهده، ونال سواريز بطاقة صفراء أثناء المباراة بعد احتكاكه بالحارس وتلاسنه معه.

وقبل أيام قليلة من حادث إسبانيول، ارتكب سواريز خطأً فادحًا خلال مباراة برشلونة وفالنسيا، التي أقيمت في الخامس من كانون الأول/ديسمبر الماضي، وانتهت بالتعادل 1-1 على استاد كامب نو.

وفقد اللاعب الأوروغوياني أعصابه خلال صراعه مع مدافع فالنسيا أيمن عبد النور، وداس قدمه متعمدًا ليخلف له جرحًا غائرًا على مستوى قصبة الساق، وانتشرت صورة للإصابة تبين آثار كعب حذاء سواريز على قدم المدافع التونسي، لكن من حسن حظ "العضاض" أن الحادث مر بهدوء.

واشتهر سواريز بلقب "العضاض" خصوصًا بعد حادث مونديال البرازيل 2014، عندما عضَّ المدافع الإيطالي جيورجيو كيلليني في كتفه، خلال مباراة الفريقين في الدور الأول، وهو ما كان سببًا في إيقافه أربعة أشهر، وانتقاله بعد ذلك من ليفربول الإنجليزي إلى برشلونة.

لكن الفريق الكاتالوني أجبر سواريز على التوقيع على عقد يضم بنودًا تتعلق بضرورة الالتزام والانضباط، والتخلي عن العادات السيئة التي دأب عليها في الملاعب، وعلى غرامات مالية كبيرة لو حدث ذلك.

وواجه اللاعب المشاغب الإيقاف لتسع مباريات دولية، ليتأثر منتخب بلاده بغيابه في المونديال وفي بطولة كوبا أميركا الصيف الماضي.

وسبق أن أُوقف سواريز لفترات طويلة خلال مسيرته، أغلبها نتيجة حالات عض للاعبين منافسين.

وكانت المرة الأولى عام 2010 عندما كان يلعب مع أياكس الهولندي، حيث غرس ثنيتيه في كتف المدافع باكال لاعب آيندهوفن، وتعرض لسيل من الانتقادات الساخرة انتهت بوقفه لسبع مباريات، لكنها لم تثنه عن تكرار الفعلة موسم 2013 تحت ألوان ليفربول .

وهذه المرة كان الضحية اللاعب الصربي إيفانوفيتش مدافع تشيلسي، ويومها أطلقت عليه الصحافة الإنجليزية لقب "العضاض"، وتناقلت وسائل الإعلام صورته يعض مدافع البلوز بكثير من السخرية والغرابة، فيما كانت عقوبة الإنجليز أشد وأنكى من الهولنديين، بعدما قرر اتحاد الكرة إبعاده عن الملاعب لعشر مباريات كاملة.

ولم تقتصر شطحات سواريز في ملاعب كرة القدم على عض المنافسين فحسب، وإنما تورط أيضًا في توجيه عبارات عنصرية إلى لاعبين.

وعندما كان يلعب في صفوف ليفربول، حدثت واقعة عنصرية من قبل الأوروغوياني ضد لاعب مانشستر يونايتد آنذاك، باتريس إيفرا، تعرض على إثرها إلى الإيقاف ثماني مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وقال إيفرا إلى التلفزيون الفرنسي إن سواريز نعته بأوصاف عنصرية 10 مرات على الأقل خلال المباراة، وفي مباراة لاحقة بين ليفربول ومانشستر يونايتد، رفض سواريز مصافحة إيفرا، لكنه لم يعاقَب على هذا السلوك.