هل صحيح أن السبب الحقيقى لاستقالة الحكومة هو فتح الطريق أمام ترشح المشير عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية؟ فى علم النفس حالة مَرَضية تنشأ حين يكون لدى المريض Idée Fixe أو فكرة مسيطرة تثير فى نفسه الرعب، ولا يرى غيرها فى أى شىء ينظر إليه، ويبدو أن هذا هو ما يعانى منه الغرب فى الوقت الحالى، حيث أصبح كل ما يكتب فى الصحف الغربية عن مصر يدور حول المشير السيسى واحتمالات ترشحه لرئاسة مصر فى الانتخابات المقبلة. وربما كان أفضل مثال على ذلك الاستقالة الأخيرة للحكومة، التى ذهبت الغالبية العظمى من تعليقات الصحف الأجنبية إلى أن الهدف من ورائها هو فتح الطريق أمام ترشح السيسى للرئاسة (!!)، فقد نشرت جريدة «الإندبندنت» البريطانية أن تلك الخطوة قد تم تدبيرها حتى يصبح السيسى حراً فى اتخاذ قرار ترشحه للرئاسة، كما أشارت «الجارديان» إلى أن استقالة الحكومة تجىء ضمن خطة تهدف لتمهيد الطريق أمام استقالة السيسى وترشحه للرئاسة، ورددت المعنى نفسه بأشكال مختلفة صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية، ومجلة «دير شبيجل» الألمانية. إن تسلط فكرة وصول السيسى إلى الحكم على العقل السياسى الغربى وصل إلى أبعاد مَرَضية، بحيث أصبحت صحفهم لا ترى أى تطورات سياسية تحدث فى مصر إلا من خلال هذا المنظور، وهو ما يثير العجب حقاً، فما علاقة استقالة الحكومة بترشح السيسى؟ هل لم يكن من الممكن للسيسى أن يترشح والدكتور حازم الببلاوى جالس فى مجلس الوزراء؟ وهل لم يكن بمقدور وزير الدفاع أن يقدم استقالته من الوزارة حتى يترشح للرئاسة؟ إن استقالة حكومة الببلاوى كانت مفاجئة بالفعل لكنها لم تغير شيئاً فى الوضع العسكرى للمشير الذى مازال هو القائد العام للقوات المسلحة حتى بعد استقالة الحكومة، ومازال يحمل صفة عسكرية تحول دون ترشحه لموقع سياسى، واستقالة الحكومة لم تغير فى هذا الوضع شيئاً، فالمشير عليه - حتى بعد استقالة الوزارة - أن يستقيل من موقعه كقائد عام للقوات المسلحة، وأن يترك السلك العسكرى حتى يتمكن من ممارسة حقوقه السياسية فى الانتخابات المقبلة سواء بالترشح أو بالانتخاب، شفى الله الجميع.