حفل عمرو دياب في بيروت -الصورة من المكتب الإعلامي

بالرغم من الحرب القاسية التي مرّت على لبنان وتداعياتها، إلا أن الفرح طغى على كلّ المآسي. صيف لبنان 2025، بالفعل كان "ولعان"، ولكن بالحفلات والمهرجانات وأجواء الفرح والغناء. واللافت أن هذه الأجواء لم تستثنِ منطقة، بل شملت لبنان كاملا من الشمال إلى الجنوب ومن بيروت إلى البقاع.

تحدّيات كثيرة وقفت بوجه الحفلات كي لا تقام، آخر تجليات هذا التحدي كانت في طرابلس، المدينة التي عانت الكثير، ولكنها أبت إلا أن تكون عنوانًا للسلام. فبالرغم من محاولات إلغاء مهرجان السلام في معرض رشيد كرامي، ومن الدعوات لعدم الحضور، بقيت الحفلة قائمة. أصوات محمد فضل شاكر وصلاح الكردي علت فوق كل التشويش، وأثبتت أن من يزرع الفرح لا يُهزم، وأن الناس، أبناء طرابلس وخارجها، اختاروا الحياة، وجاؤوا بالآلاف ليقولوا: "نحن هنا، ونحن نحتفل".

وفي قلب العاصمة، بيروت، عادت الحياة لتنبض من جديد. حفلة "الهضبة" عمرو دياب لم تكن مجرد مناسبة فنية، بل كانت مشهدًا جامعًا حمل عنوان "حفلة كاملة العدد"، وشهادة حيّة على أن بيروت، برغم كل شيء، لا تزال قِبلة الفنّ والعشق. اللون الأبيض الذي ارتداه الحضور لم يكن فقط رمزًا للأناقة، بل رسالة واضحة: نريد السلام، نختار الأمل، ونؤمن أن الغد سيكون أجمل.

لبنان، رغم الجراح العميقة، لا يموت. هو بلدٌ يعرف تمامًا كيف يُحوّل الألم إلى إبداع، والدمعة إلى أغنية. إرادة الحياة فيه أقوى من كل الحروب، وأعمق من كل الأزمات.

لبنان عائد. لبنان لم يمت. وبيروت تؤكد: نحن لا نستسلم. نحن نغني، نرقص، نُحب... ونحيا!

قد يهمك أيضــــاً:

عمرو دياب يتجاهل حكم التعويض في قضية الشاب المصفوع

 

الملحن عمرو مصطفى يعيد خلافاته مع عمرو دياب إلى الواجهة