غزة - لبنان اليوم
حذر الجيش الإسرائيلي الجمعة بأنه سيستخدم "قوة غير مسبوقة" في مدينة غزة، معلناً إغلاق شارع صلاح الدين أمام المواطنين الذين أنذرهم بضرورة إخلاء المدينة والتوجه جنوباً عبر شارع الرشيد الساحلي.
وقال الجيش في بيان صحفي "إلى سكان مدينة غزة، من هذه اللحظة طريق صلاح الدين مغلق للانتقال جنوباً. سيواصل جيش الدفاع العمل بقوة شديدة وغير مسبوقة ضد حماس وباقي المنظمات الإرهابية. من هذه اللحظة يتسنى الانتقال جنوباً عبر شارع الرشيد فقط حفاظاً على سلامتكم".
وفي وقت مبكر من اليوم الجمعة، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، سكان مدينة غزة إلى استغلال ما وصفه بـ"مسار التنقل المؤقت" عبر شارع صلاح الدين، مؤكداً أن الشارع سيكون مفتوحاً أمام حركة السكان حتى الساعة 12:00 ظهراً بالتوقيت المحلي.
وفي تغريدة له على موقع إكس، اتهم أدرعي حركة "حماس" بمحاولة "ترهيب" السكان ومنعهم من مغادرة المدينة، زاعماً أن الحركة تسعى لاستخدامهم كـ"دروع بشرية"، بحسب تعبيره.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، إن "التوغل العسكري وأوامر الإخلاء في شمال غزة يؤديان إلى موجات جديدة من النزوح، ويدفعان بالعائلات التي تعاني في الأساس من الصدمة النفسية باتّجاه منطقة تتقلّص أكثر فأكثر ولا تليق بالكرامة الإنسانية".
وحذّر من أن "المستشفيات التي تعاني أساساً من الضغط، باتت على حافة الانهيار في حين يعرقل تصاعد العنف الوصول إلى المستشفيات، ويمنع منظمة الصحة العالمية من إيصال مُعدّات حيوية".
وعلى صعيد ميداني، أعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 33 فلسطينياً، لترتفع حصيلة القتلى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 65 ألفاً و174 شخصاً.
وكانت مستشفيات القطاع قد سجّلت في الساعات الماضية قتيلاً و17 إصابة نتيجة استهداف مراكز طلب المساعدات، بحسب وزارة الصحة بغزة، "ليرتفع عدد شهداء لقمة العيش" بحسب وصفها، إلى 2514 شخصاً.
كما سجّلت الوزارة 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفل، ليرتفع العدد إلى 440 وفاة، و162 طفلاً منذ إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي للمجاعة في غزة.
ويوم الخميس، قصفت إسرائيل بشكل كثيف مدينة غزة، حيث وسّع الجيش هجومه البري، ما تسبب في موجات نزوح كبيرة نحو جنوب القطاع، حيث قُتل أربعة جنود إسرائيليين في وقت سابق.
في سياق عملياته العسكرية، أعلن الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع جهاز الشاباك، عن مواصلته "مكافحة الأنشطة المسلحة" في الضفة الغربية المحتلة خلال الأسبوع الجاري. وذكر أن القوات اعتقلت "أكثر من 75 مطلوباً، من بينهم 10 أشخاص متورطين في أنشطة مسلحة في قباطية، و13 آخرون مرتبطون بأعمال ضد المدنيين الإسرائيليين وقوات الأمن في بيت لحم، بالإضافة إلى 9 عناصر من حركة حماس وتجار أسلحة في طولكرم وسلفيت".
يتوجّه أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة إلى نيويورك الأسبوع المقبل لحضور القمة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستهيمن عليها هذا العام قضية مستقبل الفلسطينيين وغزة، رغم غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وسيغيب عن القمة الرئيس الفلسطيني ووفده بعدما رفضت واشنطن منحهم تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الاجتماع.
وستهيمن الحرب في قطاع غزة على المناقشات، بعد عامين من بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وسترأس السعودية وفرنسا اجتماعات تبدأ الاثنين للنظر في مستقبل حل الدولتين الرامي إلى قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية تتعايشان في سلام.
وبعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة الأسبوع الماضي نَصّاً يدعم قيام دولة فلسطينية لكن من دون حماس، من المتوقّع أن تعترف العديد من الدول، من أبرزها فرنسا، بدولة فلسطين رسمياً.
وعارضت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، الاعتراف بدولة فلسطين ورفضت منح تأشيرات للوفد الفلسطيني وعلى رأسه محمود عباس.
ومن المقرر أن تصوت الجمعية العامة الجمعة على السماح للرئيس الفلسطيني بالتحدث عبر رابط فيديو.
وعرقلت الولايات المتحدة مجدداً الخميس تبنّي مجلس الأمن الدولي نَصاً يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، في خطوة أثارت حفيظة الدول الأعضاء التي تحاول التحرّك في مواجهة الحرب المستمرّة منذ 23 شهراً.
وقال السفير الباكستاني عاصم إفتخار أحمد، إنها "لحظة قاتمة" لهذا المجلس، وتابع: "العالم يتفرج. كان يجب أن تنفطر قلوبنا على بكاء الأطفال، وكان يجب أن تهتز ضمائرنا بسبب قلق الأمهات"، متعهداً بـ"مواصلة العمل".
وقال مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، موجهاً كلامه إلى سكان غزة: "سامحونا لأن هذا المجلس لم يستطع إنقاذ أطفالكم"، مضيفاً أن "العالم يتحدث عن الحقوق وينادي بها ويحرمكم أنتم منها أيها الفلسطينيون والفلسطينيات".
وأبدى معظم أعضاء المجلس استياءهم حيال عجز المجلس عن الضغط على إسرائيل لوضع حد لمعاناة سكان غزة.
في نهاية أغسطس/آب، أطلق الأعضاء المنتخبون (العشرة غير الدائمين) في مجلس الأمن مناقشات بشأن مشروع القرار، ردّاً على إعلان الأمم المتحدة رسمياً المجاعة في غزة.
ودعت نسخة أولى من النَصّ إلى الإزالة الفورية لجميع العوائق أمام إدخال المساعدات. لكن مصادر دبلوماسية أفادت بأنّ فرنسا والمملكة المتحدة أظهرتا تشكيكاً في جدوى قرار إنساني بحت صادر عن هيئة مصمَّمة للحفاظ على السلام والأمن العالميين.
أيّدت 14 دولة من الدول الـ 15 الأعضاء في المجلس النَصّ، فيما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض.
ودعا النَصّ إلى رفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، وإلى "وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة"، إضافة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن.
وسبق للولايات المتحدة أن رفضت مشاريع قرار مشابهة طُرحت للتصويت في مجلس الأمن، وكان آخرها في يونيو/حزيران عندما استخدمت حق النقض لحماية حليفتها إسرائيل.
من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الخميس "إن القرارات ضد إسرائيل لن تُحرر الرهائن ولن تضمن الأمن في المنطقة"، وأضاف: "ستواصل إسرائيل محاربة حماس وحماية مواطنيها".
صباح الجمعة، أعلنت السلطات الإسرائيلية إغلاق معبر الكرامة، الذي يربط الأردن بالضفة الغربية المحتلة، بالاتجاهين.
كما أجبرت السلطات حافلات القادمين على العودة، بحسب ما نقلت الوكالة الفلسطينية.
وكان من المقرر أن يعمل المعبر اليوم الجمعة حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً.
يأتي ذلك غداة إطلاق أردني يقود شاحنة مساعدات إلى غزة النار عند المعبر، مما أدى إلى مقتل عسكريين إسرائيليين، وهو ما اعتبرته الخارجية الإسرائيلية "نتيجة إضافية للتحريض الدنيء في الأردن. هذه نتيجة لترديد حملة أكاذيب حماس"، بحسب بيان لها.
من جانبها، عبّرت الخارجية الأردنية عن إدانتها "كل أعمال العنف، ورفض كل الأعمال غير القانونية التي تعرّض مصالح الأردن ودوره وعمليات إيصال المساعدات إلى قطاع غزة للأذى".
وأشارت في بيان لها أن "السائق المهاجم هو عبد المطلب القيسي، من مواليد عام 1968، وبدأ منذ 3 أشهر العمل سائقاً لإيصال المساعدات إلى غزة".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في غزة