عبد الملك الشامي أو انخراط حزب الله في حرب اليمن

عبد الملك الشامي.. أو انخراط حزب الله في حرب اليمن

عبد الملك الشامي.. أو انخراط حزب الله في حرب اليمن

 لبنان اليوم -

عبد الملك الشامي أو انخراط حزب الله في حرب اليمن

علي الأمين

أن يشيع حزب الله السيد عبد الملك الشامي في بيروت امس فهذا تعبير عن حجم انخراط حزب الله في الحرب اليمنية الى جانب الحوثيين (انصار الله). والشامي كان يعالج في طهران اثر اصابته خلال التفجير الانتحاري الذي طال مسجدا في العاصمة اليمنية صنعاء الشهر المنصرم، وتبنى يومها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) مسؤولية التفجير. ودفن الشامي عصر امس الى جانب ضريح القيادي بحزب الله عماد مغنية، في روضة الشهيدين. لم يدفن الشامي في طهران، ولم يدفن في العاصمة السورية التي اقام فيها لأكثر من عقد من الزمن حين كان طالبا للعلوم الدينية في حوزة الامام الخميني التي تشرف عليها ايران.

قرار دفن الشامي في بيروت، وان أحاله البعض الى الدور الذي كان يضطلع به الراحل عبد الملك الشامي كمندوب وصلة الوصل الوثيقة بين قيادتي حزب الله وانصار الله، إلا أن له جانبا آخر هو أكثر أهمية، يتمثل في ان حزب الله يتجه الى مزيد من الاعلان السياسي والميداني عن انخراطه فيما يسميه معركة الدفاع عن الشعب اليمني. اي بمعنى أدق دعم تحالف الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح في مواجهة الحلف العشري الذي تقوده السعودية دعما لما تسميه الشرعية اليمنية. وفي هذا السياق يمكن ادراج المهرجان الجماهيري المرتقب لحزب الله يوم الجمعة المقبل دعما لجبهة الحوثيين – صالح في الضاحية الجنوبية لبيروت، على انه خطوة اضافية في تظهير انخراط حزب الله الصريح في الحرب اليمنية.

ولايمكن النظر الى خطوات حزب الله، من تشييع الشامي الى المهرجان التضامني، باعتبارها حدثاً عادياً، بل يعكس مرحلة جديدة من التصعيد، الذي يستدرج لبنان بقواه المتنازعة للانتقال من مرحلة التضامن بالمواقف السياسية مع طرف من طرفي النزاع في اليمن، الى مرحلة المهرجانات التضامنية التي يمكن ان تستدرج خطوات مقابلة دعما للرئيس عبد ربه هادي منصور ولعاصفة الحزم. لكن المتابعين يدركون ان حزب الله بات يتعامل مع فكرة كونه طرفا داعما ومنظماً للقوات الحوثية على انه مجال فخر وتهمة لا يبدو انه ينكرها. وقد حرص العديد من المتابعين للحدث اليمني، من القريبين الى حزب الله، على تأكيد ان قيادة الحرس الثوري اعطت حزب الله الدور المحوري في ادارة عملية الدعم الايراني المالي والسياسي للحوثيين.

المرحلة المقبلة تتجه نحو مزيد من التصعيد في اليمن، في ظل عدم قدرة ايّ من الاطراف المتصارعة على الحسم العسكري، وفي موازاة عدم نضوج ايّ مشروع لتسوية سياسية. فيما يرتقب ان يشهد الميدان السوري تصعيدا مقابلاً، وسط مؤشرات عدة تدل على ان سورية تشهد، على صعيد الاطراف الداعمة للمعارضات السورية، مستوى من التنسيق الذي تسعى الى ترجمته ميدانيا من خلال تحقيق خطوات على صعيد التنسيق بين مختلف فصائل المعارضة. يترافق هذا السعي مع اختبار ايراني وخليجي – تركي للموقف الاميركي. فبحسب مصادر سياسية عربية مستقلة متابعة من واشنطن، فإن الموقف الاميركي من الأزمات على امتداد الشرق الاوسط بات ينظر الى الدور الايراني باعتباره امراً مشروعاً ولا يصنف على انه معاد لواشنطن.

لكن حدود الاقرار الاميركي بالدور الايراني في هذه المنطقة لم تتضح صورته وحدوده واشكاله. وتعتقد المصادر ان ايران تختبر، في مواجهاتها اليمنية والسورية والعراقية، مدى الاقرار الاميركي بدورها. فيما تحاول المملكة العربية السعودية، من خلال اعتماد خيار المواجهة مع النفوذ الايراني، اختبار حقيقة الدعم الاميركي ايضا لها من جهة، ومن جهة ثانية محاولة اثبات حضورها بالقوة السياسية وكطرف قادر على ان يستخدم قوته العسكرية وان يخرج من صورة الدولة التي تتأبى الانخراط في حروب مباشرة.

في محصلة المشهد اليمني، وازاء تصعيد المواجهة، تبدو ايران، من خلال سياستها الخارجية ومن خلال الدور الذي يضطلع به الحرس الثوري، غير مبالية بالاستنفار السني الواسع ضد تدخلها في اليمن. اذ بدا ان ثمة اجماع على رفض التدخل الايراني في اليمن، حيث لم تستطع ايران ولا حزب الله في لبنان ان يستقطبا مواقف رافضة لما قامت به السعودية في اليمن. لكن ما هو أبلغ في هذا السياق ان قيادة الحرس الثوري، بحسب المصادر العربية في واشنطن، لم تعد مبالية بمدى التأييد الشعبي لدى السنة لخياراتها، بل هي مطمئنة الى حصتها الشيعية... خصوصا أنها نجحت في دمج معظم اتباع المذهب الشيعي في العالم العربي ضمن مشروع ايران في المنطقة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبد الملك الشامي أو انخراط حزب الله في حرب اليمن عبد الملك الشامي أو انخراط حزب الله في حرب اليمن



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon