جنبلاط ونصر الله وقهوجي ثالثهما

جنبلاط ونصر الله... وقهوجي ثالثهما!

جنبلاط ونصر الله... وقهوجي ثالثهما!

 لبنان اليوم -

جنبلاط ونصر الله وقهوجي ثالثهما

علي الأمين

انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية لن يقلب المعادلة السياسية الحاكمة في البلد اليوم بل سيساهم في تثبيتها. فبعد ان طويت فكرة تفاهم المسيحيين على رئيس للجمهورية، فتح الباب امام مرحلة التوافق على شخص الرئيس العتيد. وإن لا يضع المراقبون اسباب استقبال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لرئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط في سلة الاستحقاق الرئاسي، رغم مرور ثلاث سنوات على آخر لقاء بين الرجلين، فإنه يوضع في سلّة الاستكشاف المتبادل لصدى المشهد الإقليمي المتفجر من بغداد الى غزة وآثاره وتداعياته على لبنان.
لم يستقبل نصرالله جنبلاط بعد سقوط حكومة نجيب ميقاتي ولا جرى لقاء بينهما خلال المدة التي فصلت بين استقالة ميقاتي وتاريخ تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام. وأحداث عديدة مرت لم تستدع مثل هذا اللقاء بالنسبة لحزب الله. إذ كانت القنوات الحزبية الادنى مع الحزب التقدمي اللاشتراكي تتكفل بنقل الرسائل ومعالجة ما يعتري العلاقة من تردّ، أو ما يفيض عليها من وئام وودّ. لكن ما الذي تغير ليفك حزب الله قيد اللقاء بين زعيمه وجنبلاط هذه الايام؟ الاوضاع الاقليمية كانت محور اللقاء كما ورد في البيان المشترك الصادر عن اعلام حزب الله واعلام "الاشتراكي"، لكن من دون ان يهملا الاشارة الى "الدعوة التقليدية" لضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. الازمة السورية أستُنقعتْ، وحزب الله نحو مزيد من الغرق فيها من دون افق للخروج، بل ينهمك في البحث عن تبرير للاستمراره في المستنقع بمزيد من تضخيم دور داعش وخطرها على لبنان.
الخبراء الامنيون الجدّيون ينفون وجود ايّ تماس لتنظيم الدولة الاسلامية مع حزب الله. فالتنظيم موجود في العراق ويقاتل على الجبهة الشرقية في سورية. وهو ليس موجودا حيث يقاتل حزب الله في دمشق وريفها ولا على الحدود اللبنانية، وداخل لبنان يؤكد الخبراء ان لا وجود لتنظيم "داعش" وان بعض ظواهره يجري تضخيمها بهدف تبرير القتال في سورية. وخصوم حزب الله ليسوا منزعجين، على ما يبدو، من استمرار قتاله في سورية. البعض يقولها في السرّ: "فليغرق في المستنقع السوري". حتى وليد جنبلاط الرافض لقتال حزب الله في سورية، لا مانع لديه من باب المسايرة غير المكلفة ان يشير الى خطر هذا التنظيم على لبنان ومن دون ان يذكّر بموقفه من التدخل العسكري في هذا البلد الجار والشقيق. لاشك ان التطورات العراقية العسكرية والسياسية فتحت نوافذ وابواب قلق اضافية لحزب الله، لم تغلقها العدوانية الاسرائيلية المستمرة في غزّة، فهل تفرض هذه التطورات او التداعيات اسلوبا جديدا في تعامل حزب الله مع الاستحقاق الرئاسي، اي الانتقال من مرحلة تقبل الفراغ الرئاسي الى مرحلة السعي الجدي لملئه؟
في المعلومات ان لقاء نصرالله – جنبلاط انطوى على رسالة نقلها الأخير من قوى 14 آذار عن استعدادها للبحث في شخصية توافقية للرئاسة الاولى. وربما هي الرسالة الجدّية الاولى من قبل هذا الفريق الى حزب الله. وكان جنبلاط، وربما حزب الله أيضا، قد حرص على ان يمهد للقاء نصرالله بلقاء جنبلاط مع قائد الجيش جان قهوجي. وبحسب المصادر فإن جنبلاط نقل الى السيد نصرالله اجواء لقائه مع الرئيس سعد الحريري، والاتصالات التي تلت هذا اللقاء، لا سيما ما يتصل منها بانتخاب الرئيس في سياق تعزيز حماية الاستقرار في البلد. من دون ان يشمل البحث بين نصرالله وجنبلاط في الاستحقاق الرئاسي ايّ استعراض للاسماء المرشحة، لكن جرى تثبيت حقيقة ان اي انتخابات يجب ان تتم بالتوافق على اسم الرئيس.
بالعودة الى قرار افراج حزب الله عن قرار استقبال نصرالله لجنبلاط بعد ثلاث سنوات من الاسر، يمكن التكهن بأن عجلة انتخاب رئيس الجمهورية مرشحة للتحرك بقوة في المرحلة المقبلة. فمع تنامي مناخ تحصين البلد من تداعيات احداث المنطقة عليه، يرجح بعض المراقبين ان فرص التوافق على رئيس للبلاد اليوم متاحة اكثر من السابق: "ثمة ارتياح لدى جنبلاط من لقائه الاخير مع نصرالله يواكبه تكتم عن مجريات اللقاء في الشأن الرئاسي".
ولا بد من التذكير بأنه اللقاء بين الرجلين الذي لم يضم للمرة الاولى اي شخصية قريبة من جنبلاط، رغم مشاركة وحضور المسؤول الامني في حزب الله وفيق صفا.

 

 

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنبلاط ونصر الله وقهوجي ثالثهما جنبلاط ونصر الله وقهوجي ثالثهما



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon