عيون وآذان حرب جديدة على العرب

عيون وآذان (حرب جديدة على العرب؟)

عيون وآذان (حرب جديدة على العرب؟)

 لبنان اليوم -

عيون وآذان حرب جديدة على العرب

جهاد الخازن

توني بلير، حليف جورج بوش الابن في اجتياح العراق سنة 2003، يجب أن يمثل أمام محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي، ليحاكم بتهمة التسبب في قتل مليون عربي ومسلم في غزوٍ زُوِّرَت أسبابه عمداً. وهو إما أن يخرج بريئاً فتسقط عنه تهمة ارتكاب جرائم حرب فظيعة، أو يُدان ويُسجَن مع أمثال مجرمي حروب في البلقان وأفريقيا.
كان توني بلير رئيس وزراء بريطانيا خلال غزو العراق، وهو لم يغِبْ عن الصورة السياسية رغم ثورة حزب العمال عليه واختيار غوردون براون خلفاً له، بل إنه الآن مبعوث السلام إلى الشرق الأوسط، وهي مهمة يجب طرده منها لأن سمعته كل شيء ما عدا السلام.
بلير أثار ضجة لم تهدأ بعد عندما كتــب على موقعه الإلكتروني أن غزو العراق لا علاقة له بالأحداث الحالية في سورية والعراق، وأن عدم التدخل في سورية وحكومة المالكي الضعيفة الطائفية هما المسؤولان عن تقدم الجماعات الإرهابية في العراق، وأن المطلوب الآن هو حرب غربية جديدة، على شكل غارات وصواريخ، ضد الجماعات الإرهابية في سورية والعراق.
هو يدعو إلى حرب جديدة على العرب والمسلمين، والمنطق الذي يستخدمه تبريراً لها مقلوب على رأسه، فلو أن الولايات المتحدة تدخلت في سورية لانتصر الإرهابيون الذين يدعو بلير اليوم إلى دحرهم.
إدانتي بلير لا تعني شيئاً لأنني من الطرف الآخر الضحية، وربما ما كنت كتبت هذه السطور لولا أنني وجدت أن البريطانيين ثاروا على بلير ودانوا مواقفه. نائبه السابق في قيادة حزب العمال، اللورد بريسكوت آلان، قال إن بلير يعود بحديثه إلى الحرب الصليبية التي تحدث عنها بوش، ولم يبقَ سوى أن يرفع بلير علماً أبيض وسطه صليب أحمر ويبدأ حرباً صليبية جديدة. وقالت كلير شورت التي استقالت من حكومة بلير احتجاجاً على غزو العراق، إن مزيداً من الغارات لن يحل المشكلة، بل يزيدها. أما السير كريستوفر ماير، سفير بريطانيا في واشنطن من 1997 إلى 2003، فقال إن الحملة لإسقاط صدام حسين سبب العنف في العراق الآن. وقال اللورد أشداون، زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي في حينه، إن المشلكة تفاقمت بعد قتل كثيرين من العرب المسلمين، وهو لا يفهم كيف تُحلّ باقتراح قتل المزيد منهم بأسلحة غربية. لم يدافع عن توني بلير سوى وزير الخارجية وليام هيغ وهو مثله من المحافظين الجدد.
ربما جاء أقوى رد على تصريحات بلير من بوريس جونسون، رئيس بلدية لندن، الذي قال إن غزو العراق كان خطأ مأسوياً، وإن بلير مجنون بإنكار ذلك.
لم يكن خطأ وإنما جريمة ارتُكِبت عن سبق تعمّد وإصرار، وبلير ليس مجنوناً، لأن الجنون يعفيه من المسؤولية عن ارتكاب الجريمة بحسب القانون الإلهي والوضعي، وإنما هو من نوع المحافظين الجدد الذين أداروا السياسة الأميركية في الشرق الأوسط باسم بوش الابن الجاهل الأحمق، وكان لهم هدفان: الأول إقامة إمبراطورية أميركية جديدة تحكم العالم، أي نيوإمبريالية بعد أن مضى عهد الاستعمار، والآخر تدمير الدول العربية والمسلمة حول إسرائيل ليهيمن الغرب ودولة جريمة واحتلال على مقدّرات منطقة توفر الطاقة للاقتصاد العالمي.
المحافظون الجدد سقطوا مع نهاية إدارة بوش، إلا أنهم بدأوا يعودون والكونغرس الأميركي بمجلسيه ينفذ سياستهم، وبعضهم يريد حلفاً مع إيران ضد الغالبية المطلقة من المسلمين السنّة في الشرق الأوسط ليقتَتِل المسلمون وترتاح إسرائيل.
على طريقة «صدِّق أو لا تصدِّق» صدرت عن الكونغرس بيانات تتهم باراك أوباما بخسارة العراق. أنصار الحرب نسوا أن إدارة بوش تسببت في مقتل ألوف الشباب الأميركيين مع مليون عربي ومسلم في حروب خاسرة انتهت بإفلاس اقتصادي أيضاً.
هي وقاحة إسرائيلية، والطرفان يلغان من مصدر قذر واحد ولا فارق بين أحدهما الآخر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان حرب جديدة على العرب عيون وآذان حرب جديدة على العرب



GMT 14:55 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدعة النزاهة

GMT 12:21 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

نريد نتائج لا تنظيرًا

GMT 12:20 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مرشحو الرحيل

GMT 12:19 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مادورو على توقيت ترمب

GMT 12:18 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

القزويني والمياه الرقمية المُلوّثة

GMT 12:17 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الفاشر وتغيّر قلوب الرجال

GMT 12:15 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

النشاز الإسرائيلي في الدبلوماسية الأميركية

GMT 12:14 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

الإلغاء لا يحل مشكلة القوائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 09:59 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أبرز العطور التي تتناسب مع أجواء الخريف

GMT 06:09 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تقرير يكشف فوائد السمسم على صحة الجسم والبشرة

GMT 09:33 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 10:11 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

النواب الجدد

GMT 13:30 2016 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

"التكنولوجيا المريضة" آخر ما حرّف في كرة القدم

GMT 06:51 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

700 جهاز كل دقيقة مبيعات "آي فون" في الصين

GMT 12:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

الجمعيات والمرافق الرياضية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon