حاضر محتقن ومستقبل صعب

حاضر محتقن ومستقبل صعب

حاضر محتقن ومستقبل صعب

 لبنان اليوم -

حاضر محتقن ومستقبل صعب

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

حرب غزة، التلويح و«الاستهبال» المستمران بالتهجير فى سيناء، ضربات الحوثيين، تحركات حزب الله، الحرب الأهلية فى السودان، بقايا الحرب الأهلية فى سوريا، حالة اللا استقرار واللا فوضى فى ليبيا، الصفيح الساخن الذى بات مزمنًا فى العراق- أمور مؤسفة، لا سيما حين يتعلق الأمر بضحايا وإصابات جسدية ونفسية، وخراب ودمار يلحقان بالأرض والممتلكات وغيرها تشكل ملامح ما لحق بالمنطقة.

لكن ما يلحق بمستقبل الحضارة والعلم والبحث والتعليم وعقل المواطن وثقافته، إلى آخر القائمة التى تصنع الفرق بين العالمين الأول والثالث لا يقل ضراوة أو خطورة عن آثار اللهيب المشتعل فى المنطقة.

من منا فى منطقتنا قادر على التخطيط السليم أو التفكير العميق، أو حتى الحلم المرتكز على آمال واقعية فى ظل ما يجرى حولنا؟، طوبى لكل مواطن عربى مازال يحتفظ بقدر ولو قليل من القدرة على التخطيط لمستقبله ومستقبل أبنائه. لا أتحدث عن ادخار المال من أجل تجهيز البنات ودفع مقدم شقة ليتزوج فيها الأبناء ويظل الجميع يسدد أقساطًا مدى الحياة، وقد يضاف إليها قسط سيارة وقسط ثلاجة وقسط ديب فريزر. بالطبع هى أحلام مشروعة ومخططات جرى عليها العرف.

ما أقصده هو التخطيط لمركز بحثى حقيقى، ومسار علمى معتبر، وابتكار يفيد البشرية فى العلاج والذكاء الاصطناعى وحماية البيئة واستدامة الموارد والاستثمار فى الفنون والثقافة والبحث الحقيقى وليس النظرى أو المقتصر على تجميع الأوراق البحثية فقط، وغيرها من التفاصيل التى تضع الدول فى مصاف العالم الأول. وضمن مضار الوضع الملتهب المحتقن المتفاقم ما قد ينجم عنه من هروب من مقلاة الاضطراب إلى نار المزيد من التطرف والتشدد. لذلك فإن الدول القادرة على المضى قدمًا فى عمليات البناء فى تلك الظروف لها كل الاحترام. العمل من أجل رفع الظلم عن أهل غزة، مع الدفاع عن الأرض ووحدتها وعدم تعريض أمنها القومى للخطر، والرد على الافتراءات المنظمة والممنهجة، والصمود أمام المحاولات المزمنة للتفتيت والإضعاف، بالإضافة إلى حزمة المسؤوليات المعروفة من صحة وتعليم وطرق وضمان اجتماعى إلخ، هى مهام تليق بـ«سوبر مان». لكن «سوبر مان» يمكنه أن يتلقى دعمًا وطنيًا يتمثل فى مساندة ومساعدة من أبناء الوطن من المؤهلين كل فى مجاله: تحليل، تخطيط، متابعة، مراقبة وغيرها من الأمور التى لا تستقيم بدونها الأمور، لا سيما فى أوقات الأزمات المتواترة. بيننا كثيرون ممن هم مستعدون لخدمة الوطن فى مجالات الاقتصاد والثقافة والتعليم والسلم الاجتماعى وغيرها، وذلك دون دوافع خفية شريرة، أو مصالح شخصية مبطنة. العثور عليهم يحتاج فقط إلى قدر من التدقيق.

الدماء الجديدة لا تهدد القديمة، بل تكملها وتقويها وتدعمها. ولا أتحدث هنا عن مناصب وزارية بالضرورة. كما لا أقصد، ولا أتمنى، إثقال كاهل الدولة بمؤسسة أو هيئة جديدة. كل المقصود، الثقة فى خبرة وآراء وحكمة كوادر منزهة عن شره المناصب وجشع المكاسب.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حاضر محتقن ومستقبل صعب حاضر محتقن ومستقبل صعب



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon