الموظف والسيستم

الموظف والسيستم

الموظف والسيستم

 لبنان اليوم -

الموظف والسيستم

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

تعليقًا على المقال السابق «المعهد القومى للأورام» والذى تناولت فيه تجربة رائعة طبيًا مريرة بيروقراطيًا لصديقة عزيزة، وكيف يمكن لأباطرة التعقيد والتعسير والتكدير البيروقراطيين أن يفسدوا قارة لا دولة، أخبرنى القارئ العزيز المهندس فهمى الغزالى أنه دأب على التبرع على مدار سنوات لمعهد الأورام، لكنه توقف هذا العام، وحول دفة تبرعاته صوب مؤسسة طبية أخرى، وذلك بعد ما تعرضت إحدى معارفه، وهى مريضة بالسرطان، لتجربة أكثر مرارة مع موظفى المعهد الإداريين الذين «عذبوا الست بشدة، وأهانوا كرامتها»، على حد قوله.

ويبدو أن سوء تعامل البعض من الموظفين مع المواطنين، بالإضافة إلى معضلة «السيستم المهنج» أصبح منظومة. ونفتح باب الاحتمالات بأن السيستم رائع والموظف أروع، لكنه لم يتدرب عليه، وهو ما يعد إهدارًا لموارد الدولة وعرقلة لمصالح المواطنين.

أرسل أستاذ سمير رسالة يقول فيها: «مهما أنفقت الدولة لتطوير نظام التعامل مع المواطنين، سواء فى قطاع الصحة أو غيره، ستظل هناك عقول لا يستحق أصحابها التواجد فى أماكن عملهم. وبمناسبة السيستم الذى لا يعمل، لى تجربة فى مصلحة الشهر العقارى فى العباسية حيث توجهنا لتسجيل شقة، وبدلًا من وجع القلب، وكّلنا محاميا لمتابعة الإجراءات، وسددنا الرسوم المطلوبة للمصلحة، وخرج موظف المساحة لرفع مقاسات الشقة. كان ذلك قبل سنة ونصف تقريبًا، وحتى اللحظة، ننتظر مدام عفاف لترد علينا. قيل إن السيستم متعطل مرة، وأن علينا الانتظار مرة، والاتصال بخط ساخن للشكوى لكنه بارد لا يرد، وإرسال بريد إلكترونى ليردوا علينا بأن المشكلة لا تخصهم، وهلم جرا. فسألنا عن البريد الذى ينبغى أن نرسل إليه الاستفسار، والحمد لله أنهم ردوا، ولكن قالوا: لا نعلم. الثورة الرقمية تحتاج عقولًا، لا أجهزة فقط».
وتزيدنا الأستاذة الجامعية الموقرة دكتورة وجيدة البقرى من الشعر بيتًا. تقول: «تجربتى فى حجز تذاكر القطار عبر الموقع الإلكترونى تشير إلى أنه لا يعمل فى الكثير من الأوقات. نتعامل يوميًا مع مواقع إلكترونية لأعمال صغيرة ومتناهية الصغر تعمل بكفاءة تامة. السيستم الإلكترونى والتحول الرقمى فيهما مزايا عديدة، لكن تنقصهما الاستدامة، مع وجود آلية شكوى حقيقية، يتم الرد عليها واتخاذ اللازم فعلًا لا قولًا».

ذكرت من قبل حاجتى لتناول مهدئات قبل اضطرارى للتوجه إلى مصلحة حكومية. بالإضافة إلى حصول الموظف على التدريب اللازم للتعامل مع «السيستم» الذى يبدو أنه تحول فى بعض الأحيان إلى وسيلة عرقلة إضافية لمصالح المواطنين، فإن الموظف الذى ارتضى الراتب الذى يحصل عليه آخر الشهر مهما كان قليلًا، مجبر على أداء عمله بحرفية.

كتبت من قبل عن الحاجة إلى موظف يؤدى عمله بكفاءة، وليس بضمير يراعى ربنا فقط، لأن تقييم أداء العمل يختلف عن تقييم الخالق للخلق.

ما يجرى من قبل بعض الموظفين لا يحتاج فتوى تحذر من أن من يعذب المواطنين يعذبه الله. يحتاج إلى قانون دنيوى ومنظومة عقاب وثواب.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموظف والسيستم الموظف والسيستم



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:53 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

سعد الحريري يتوقع تشكيل حكومته الجديدة مساء الجمعة

GMT 10:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمبانزي قادرة على تقييم المخاطر وتحذير أقرانها

GMT 20:51 2019 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

طائرة الجزائر يواجه الكاميرون في الالعاب الأوليمبية 2020
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon