فشل قطر

فشل قطر

فشل قطر

 لبنان اليوم -

فشل قطر

بقلم : منى بوسمرة

قطر نموذج للدولة الفاشلة، والفشل هنا له معاييره، ولا يأتي وصف دولة بهذه الصفة إلا استناداً إلى أسس، وإذا كان توصيف بعض الدول بذلك يرتكز على أساس انهيارها الكامل، إلا أن قطر نموذج للدولة التي تعتز بفشلها وتراه عنواناً لها، وتريد إقناع شعبها ومحيطها العربي، بل والعالمي، بأنها على غير ذلك.

الفشل القطري يتجلى بعدة محاور، أبرزها عدم قدرة الدوحة على صون علاقاتها الخليجية والعربية والعالمية، وهكذا دولة تتورط في أدوار وظيفية دموية، وتدعم الإرهاب، وتصنع الفوضى، وتحمل في عنقها أرواح الملايين ممن قتلوا أو جرحوا أو تشردوا، ثم لا تعترف بكل هذا الإرث من الخراب والدمار، وتصرّ على مواصلة ذات أدوارها برغم نبذها إقليمياً وعالمياً، دولة فاشلة لأنها لا تقرأ المتغيرات، ولا تمتلك أي غريزة سياسية تنجيها من التقلبات والتغيرات.

هذا المحور يرتبط بمحاولات قطر مواصلة استعداء جوارها العربي الشقيق، والهروب نحو الإيرانيين والأتراك، والسعي للتحريض على دول المنطقة، والظن أن أوروبا وأميركا ودولاً أخرى لديها القدرة على تغيير موقف الدول المقاطعة، وقد سعت الدوحة بكل الطرق خلال الشهور القليلة الماضية إلى تصنيع تحالفات بديلة، فلم تجد إلا الفشل السياسي في طريقها، لأنها تجاوزت القاعدة الأساس لمعيار نجاحها واستقرارها والمرتبط بعلاقاتها مع جوارها العربي، وليس الإبحار عبر المحيطات بعيداً وراء سراب البدلاء الإقليميين والدوليين.

ما فعلته قطر نراه الآن مرتداً عليها، فهكذا حكم بات يقود شعبه إلى فشل خطير جداً، نرى ملامحه في كل هذا الانهيارات الاقتصادية والتراجعات وخروج المستثمرين، وشعور القطريين بالغضب جراء سياسات الحكم، إضافة إلى تصنيفات قطر ضمن المؤشرات العالمية التي تنحدر بها نحو تقييمات منخفضة جداً، ولعل الشهور القليلة المقبلة ستؤدي إلى توصيف قطر بالدولة الفاشلة رسمياً على كل المستويات.

لقد قيل مراراً إن الحل سهل جداً، ولو توقفت الدوحة عند ما تريده الرياض بما تمثله المملكة العربية السعودية من مكانة خليجية وعربية وعالمية، وما تريده الدول الأربع لانتهت أزمة قطر منذ زمن، لكن أوهام العظمة التي تعاقرها الدوحة أوحت لها أن بإمكانها أن تنفصل عن محيطها التاريخي وتنعزل، وهي تدفع كلفة موقفها، وهي ليست مجرد عزلة معنوية بقدر ما هي عنوان للفشل، ونعجب من دولة تصرّ على أن تنهار تحت ذرائع مختلفة بدلاً من أن تأخذ بأسباب النجاح، بالتركيز على أمنها وأمن المنطقة والتنمية والرفاه والاستقرار.

هذا يفسر كيف أن الرأي العام بات يعتبر قطر دولة فاشلة، والذي يقرأ التعليقات على وسم فشل قطر الذي يتصدر ترند الإمارات، يدرك أن الرأي العام في كل مكان بات ينظر إلى الدوحة باعتبارها دولة غير مستقرة، بل انتهاء الثقة كلياً بها، وابتعاد العالم عن التعامل معها باعتبارها مجرد منصة لتصدير الفوضى والأزمات، وستدفع الثمن، ولا أحد في هذا العالم لديه الاستعداد لدفع الكلفة معها.

الكارثة الأكبر أن نظام الدوحة يحاول إقناع شعبه بأن المقاطعة فشلت، ويواصل بث الرسائل بأن الكل فشل وأنه الناجح الوحيد، متجاهلاً أن الحقيقة لا يمكن أن تخفى، خاصة في ظل تعاظم عزلة الدوحة عربياً وعالمياً باعتبارها مجرد وباء سياسي وأمني يهدد كل من يتعامل معها، ويثير الحذر من أجنداتها على كل المستويات.

المصدر : صحيفة البيان

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فشل قطر فشل قطر



GMT 09:13 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

30 يونيو.. عودة الروح

GMT 06:28 2022 السبت ,02 تموز / يوليو

دبي مرجع لمجتمعات الإبداع

GMT 19:52 2022 الإثنين ,23 أيار / مايو

مبايعة تاريخية لاتحاد أعظم

GMT 10:49 2022 الخميس ,28 إبريل / نيسان

قائد الإلهام بمليار رسالة أمل

GMT 20:08 2022 الثلاثاء ,26 إبريل / نيسان

جهود استثنائية للنهوض بقضايا العرب

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 13:06 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 12:37 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ابرز الأحداث اليوميّة

GMT 15:17 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

يحمل هذا اليوم آفاقاً واسعة من الحب والأزدهار

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 14:59 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon